للجمع بين كل السلط الدينية والدنيوية روحيا أوحى إبليس لحبرة اليهود بكتابة الكابالا وتطبيقها حرفيا ، ويعرفها اليهود بأنها روحانية لتواصل النفس البشرية مع الذات الإلهية ، بل ويدعون أن في كتبها تفصيل لكل شيء ، وبأنها تفسير حتى للتوراة ..
لكن عند قراءة كتبها لن تجد إلا تعاويذ سحرية لإستجلاب الرضى والقبول من الشياطين ، أو لإستمطار لعناتهم ، مع فلسفة غالية في الكفر والعياذ بالله ..
وهاته هي مهمة خاحامات اليهود الحالية ، فقد إخترعوا آلاف الوظائف لهم بها ، حتى أنهم يفتون اليوم في كل شيء ، فحتى من أراد الزواج أو غيره لا بد من أن يستشيرهم ، بل وبلغ الأمر أن أحدهم لو قال له الطبيب بانك مريض وقال له الخاحام غير ذلك قام صحيحا كما يدعون ..
فما الكابالا إذن إلا إملاءات حرفية لأعمال إبليس في العديد من المواضيع الإنسانية ، وبترتيلها من طرف الخاحامات تتصرف الشياطين إما بالقبول وإما باللعنة لكل البعداء عن الله تعالى ..
ولهذا فإن هاته الكابالا كروحانية مجرد صوفية سحرية للتواصل مع الشياطين ، ولتسخيرهم كباقي التصوفات وبما في ذلك تصوفنا البدعي ، وبكل خلواته الشيطانية ..
ولقد وقع في يدي عند الطفولة بعض هاته الكتب الروحية الصوفية الإسلامية ، وجهلا مني قرأت تعويذة منها وأنا طفل صغير لم أبلغ بعد الخامسة ، لتتراءى لي أشباح فوق رأسي كلما أردت ان أنام وإنسدل الليل ، لكنها لم تكن لتخيفني ، بل وإعتدت على رؤيتها ، ودون أي إهتمام ، ولم أخبر بها أي أحد لسبب لا أعلمه ..
وبعدها وبعد أن دخلت المدرسة الإبتدائية إذا بمعلمنا يعقدني ومنذ سن السابعة بالقضية الفلسطينية وهو يقول لنا :
من العار أن تنتصر بضعة ملايين من اليهود على مليار مسلم ..
ولتصير القضية الفلسطينية أول وأكبر قضية سياسية ودينية أحملها منذ الطفولة ، ولحد اليوم ، لكن وكلي عقد من هاته الهزيمة لنا في عالم الإنس ..
ولأفكر يوما وأنا أتأمل الأرض تحتي قائلا : ما دام اليهود قد هزمتنا فوق الأرض ، فلماذا لا نفكر في هزمهم من تحت الأرض ..
وكانت فعلا فكرة مجنونة ، لكنها تحققت ولله الحمد بعالم الجن ..
فما هي إلا أيام حتى بدأت أسمع أصواتا تناديني : إقرأ الدمياطي : وهي قصيدة شعرية تدعو الله تعالى بكل أسمائه الحسنى ، ولقد أعجبتني بعد أن دعوت الله بها.. ولو متأخرا ..
لكن وقبلها وأنا أقرأ القرآن كانت هناك بعض الهواتف تناديني : إختم سلكتك : والتي كنت أفهم منها ختم القرآن الكريم ..
ولكن ليس حفظا بل فهما وعملا وخصوصا وانا أكمل سلوكي الصوفي وكل دورتي الروحية مجذوبا بين العديد من الزوايا ..
والتي لا يزال يختلط فيها الحابل بالنابل ، والصادق بالكاذب بالرغم من كل أشعار المحبة والسلوك القلبي وكل ما فيها من سماع راق ورقراق ،
فمعظمها مخترق من شياطين الإنس والجن معا ، ومن السحرة والمشعوذين ..
ولأطمئن وأنا أتذوق السماع الصوفي ، وأشعار الأولياء كأني ناظمها ، ثم لأغرق بعدها في العديد من الكتب الصوفية العملية :
وعلى رأسها كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني لعبد القادر الجيلاني رحمه الله ، والذي كان أهم كتاب علمني فقه التصوف السني ، ولقد شغفت بأعماله القلبية حتى أنني قد جمعت كل حكمه في كتابي : فقه الإحسان ..
فمنه رحمة الله عليه تعلمت فقه التصوف العملي ، والذي كان ولا يزال يبدو لي سهلا وحلوا ، وأتعجب من إستعصائه على العديد من رفاقي ، وكذا العديد من الدارسين والمريدين ..
ثم بعد هاته الأشعار الصوفية وهذا الكتاب العملي أثارتني مذكرات في منازل الصديقين لسعيد حوى ، ولحد تلخيصه ، ثم ليكون أول الكتب النقدية التي أقرأها عن التصوف كتابا ذا نقد هدام نسيت عنوانه ..
ثم كتاب : التصوف ما له وما عليه : الذي حببني أكثر في التصوف السني كما حذرني - وبكل جمالية - من التصوف البدعي ..
ولأتعجب بعدها من العديد من المريدين والشيوخ المقتنعين بأن التصوف فقط ذكر لا فكر ..
بينما وحسب تجربتي الروحية فإن التصوف شعبة علمية عملية قلبية ككل فقهيات وعلوم الإسلام ، ويمكن أن يسلك بمعرفته المومن ولو دون شيخ مرشد مباشر إن تعذر ذلك ، لأن الإرشاد يمكن أن يتم من خلال الكتب كذلك ، وخصوصا مع نذرة الشيوخ المربين حاليا ن وكثرة المدعين ..
إذ صار معظم شيوخ التصوف اليوم لا يحثون على فقه العمل بقدر ما يحثون على المواجيد والأذواق والوصول لله تعالى ولعقائد الحلول والإتحاد ووحدة الوجود كمقامات ثابتة ، وكحقائق فلسفية ، لا كأحوال عابرة ..
العقائد التي هي لآحاد الناس وليست للعامة كما قال عبد القادر الجيلاني عنها :
في البداية لا إله إلا الله . وفي النهاية : لا أنت إلا أنت .
وبالتالي فلا الله إلا الله الرحمان وحده .
فنفى قدس الله سره كل هاته العقائد ، والتي ما هي إلا أحوال ناقصة عند إكتمال السلوك ..
فالولي الحق فعلا يحس وكأنه قبس من نور الله تعالى عند تذوق الحديث القدسي : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما إفترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن إستعاذني لأعيذنه . رواه البخاري ..
وهو الحديث الذي يشير إلى حال الفناء محبة عند الأولياء وحال الجمع عند السكر بالخشوع : ومن ذاق هذا عرف .
لكن هذه كلها أحوال محبة لا غير ، لا أحوال حلول ولا إتحاد ولا وحدة مع الذات الإلهية سبحانه ربنا ...
وبالتالي صار العديد من أدعياء الولاية - وتماما كما تدعي القبالة - يدعون التواصل مع الذات الإلهية بل والنطق بإسمها وضمان الشفاعة لمريديهم ، والله تعالى يقول عنهم : أم إتخذوا من دونه شفعاء ؟ أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون ؟ الزمر 43 ..
بل وجعلوا من أوليائهم أندادا لله عكس ما قال تعالى : ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله . البقرة 165.
بل وعكس ما نهى الله تعالى : ولا تتبعوا من دونه أولياء . الأعراف 3.
فما للولي الحق إلا الإرشاد كما بقوله تعالى : ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا .الكهف 17.
بل وكما قال سبحانه وتعالى عن صادقي الأولياء : بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن إرتضى وهم من خشيته مشفقون ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين . الأنبياء .26-29.
فلا تمثيل للولي بالله سبحانه كما يزعمون ، ولا يملكون لا ضمانة الدنيا ولا ضمان الآخرة ولا شفاعة دون إذن المولى عز وجل وكما قال سبحانه : من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه . البقرة 255.
بل وحتى الأنبياء غدا يوم القيامة لا يملكون إلا دعاء : اللهم سلم اللهم سلم . وقد غضب الله تعالى غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله سبحانه .
في الوقت الذي يأله العديد من مريدي التصوف اليوم شيوخهم من حيث لا يشعرون وهم يتمسحون بقبورهم وبركاتهم ويطلبون قبولاتهم الوهمية وكأنهم أربابا من دون الله ، بل وللحد الذي يجعل الذاكر شيخه قبلته عنذ ذكره ثم يسأله كما يسأل الله تعالى بدعوى إتصاله بروح شيخه ..
وما يتصلون إلا بإبليس وشياطينه من الجن ... من حيث يشعرون ، ومن حيث لا يشعرون ..
ومن هنا أتى وسيظل يخترقنا التصوف الشيطاني الداعي لتأليه إبليس عبر تأليه الأولياء وقبورهم وإتخاذ فقه التصوف وكأنه كل الدين ، وليس شعبة فقط من الدين إن كان حقا سنيا .
ولهذا وأنا أطوف بين الزوايا لشعوري الروحي بقوة سماع المتصوفة ، ولسكينة بعض مجالسهم القرآنية والعلمية وبعض حلقات ذكرهم .. كنت أحس أحيانا بسعادة غامرة وببسط عجيب ، ولكن وبشقاوة مريرة وقبض مفاجئ بعدها ، ولحد السحق والمحق كحالين من احوال التصوف ، ولأعوام ...
ولأطوف لسنين عديدة بين أحوال وأحوال ، ومقامات تلو مقامات ، وكلي أمل أن أصل إلى مقام إستئناف التوبة وإستئناف التوحيد ، لعلي أعيد كل إسلامي من مقام البداية كما شرح ذلك كبار الأولياء قدس الله أسرارهم ..
لكن الشياطين كانت قد هزمتني بمتع الشباب ، فدخلت معها في حرب لأتوب أولا ، ولأفوز بالتوبة كأول مقامات التصوف ، وقبل أن أعرف أي شيء عن الصوفية ..لكنه كان مقاما جد ثقيل علي في البداية :
فكنت أتمدد على السرير تائبا لله تعالى وأنا أحس وكأن الروح مني ستزهق ، ويتخشب مني جسدي ، بل وتنقطع أنفاسي وكأنني سأموت ، ولأحس وكأنني لست انا ، بل وكأنني شبح ..
ولكني كنت مصرا على تطبيق قولة إبليس اللعين : أهلكتهم بالذنوب وأهلكوني بالإستغفار .
فكان الإستغفار سلاحي ، بل وكل كنزي ..
فبالبداية أحسست وكأن إبليس فعلا قد قتلني وصرت فقط شبحا ، لولا نعمة الإستغفار والذي لا يزال وسيبقى من أول وأهم أذكاري وأدعيتي : فالإستغفار كنزنا.
ولأبدأ التصوف ببداية عقدي الثالث لوحدي ، ومن مقام التوبة ، ودون أن أعلم عن التصوف شيئا ، ولا بأن من مقام التوبة البداية ..
ولأذوق بعض الأحوال والمقامات التي لا يمكن أن توصف ، وأنا أحس وكأني لست أنا ، وأذوق حال الفناء محبة في الله تعالى دون أي علم به ، والذي حوله يدندن كل السماع الصوفي ، وله تشد الرحال ..
فكنت ولله الحمد المراد المريد والسالك المجذوب في آن واحد ولله كل المحامد . وأنا أجد في كل الزوايا المريد والشيخ السنيان الصادقان كما أجد المريدين والشيوخ الأدعياء مما جعلني أجزم : بأنه يمكنك أن تجد حتى في الزوايا البدعية بعض الأولياء السالكين كما تجد المنافقين الهالكين ، وشيوخا ومريدين ..
ولأشمر أكثر على التوبة وأنا أتصارع فكريا مع الفصائل الطلابية في الجامعة ، وسواء منها اليسارية أو الإسلامية ، لأني كنت ضد إلحاد بعض الإشتراكيين وعنفهم الثوري ، كما أن فكرة - وطنية الإسلام السياسي - لم ترقني ، بل وهي من حطمت العديد من آفاق الإسلام العالمية ..
ولأتصادم مع بعض الطلبة في الساحات الجامعية ، وأيضا في قاعات الدراسة والأساتذة يملون علينا كل خصائص المدرسة الشيوعية الماركسية ، وكذا المدارس الليبرالية وغيرها ...
ولتفاجأني فكرة :
كيف أن الإسلاميين يحاربون الإشتراكيين بشعارات ومظاهر في الوقت الذي يحاربوننا هم بمدارس شاملة ، وشعب تدرس في العالم كله؟
ولأقتنع بضرورة النداء بمدرسة فكرية شاملة لغربلة كل هاته المدارس .
ولقد ظننت أن الأمر هينا وأنا أنتقد هاته المدارس مباشرة أثناء محاضراتها ، لكن سرعان ما إستعصى الأمر علي ، فكان خطابي الأول للقرآن الكريم :
إننا أمة القرآن ، والقرآن كتاب الله ، فلماذا أمة كتاب الله مهزومة ؟
وليكون جوابي الأكبر : دراسة كل إشكاليتنا كأمة إنطلاقا من القرآن الكريم .
وذاك لإقتناعي بقاعدة في علم المناهج تملي : بأن لا ندرس أي كتاب إلا من خلال إشكالية أولية ..
ومما شجعني على كل هذا رؤاي المتكررة للرسول صلوات الله عليه وهو يشجعني ثم سلم علي في إحداها قائلا : أهلا فقيهنا ..
فحاولت أن أدرس القرآن الكريم إنطلاقا من تخلفنا كأمة ، وخصوصا أن لغتي العربية جد سميكة وعقلانيتي والحمد لله جد منطقية كما أرى :
ولأتعب ذات ليلة وأنا أصل إلى آية الكرسي ، لكن حلاوة القرآن جذبتني فرفعت يداي للسماء أدعو :
اللهم سنة من النوم . والسنة لغة هي الغمضة الخفيفة .
ولأجد نفسي وأنا في رؤيا منامية مباشرة ويداي تحت السماء الأولى ، وإذا بنافذة مستديرة تفتح أمامي ، وبصوت خلاب تطل منها عينان ملائكيتان زرقاوتان أصفى من الصفاء ثم يجيبني ذاك الملاك بصوت رنان : من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه؟ .. ثم أغلق النافذة .
ولأسجد مباشرة عندها لله تعالى واضعا له سبحانه وتعالى الإشكالية التي كانت تحيرني كاملة وهي إشكالية كل الأمة داعيا: أمتي أمتي يا غفور، تسننا بدعاء الرسول صلوات الله عليه عند الشفاعة .
وليفتح علي الله تعالى في فهم القرآن الكريم حتى أنني ناديت ومنذ الثمانينات بالتفسير الموضوعي للقرآن الكريم الذي بدأه ولله الحمد بعض العلماء والفقهاء في إنجازه ..
لكن وبعدها إهتديت أن فقه العمل هو أسهل حل ، فبدأت تفسيري العملي للقرآن الكريم كما بمسوداتي على : kotouby.blogspot.com
لكن وما أن أتممت الفاتحة وحزب سبح ثم حزب عم حتى أوقفته لعمقه ، ولغناه ،ثم ليقيني بعدم قدرة المسلمين عليه ولا الدنيا .. وبأنه من علوم الآخرة التي أرجو الله أن لا يحرمنا منها آمين .
ولأدخل بهذا- وأنا أدرس القرآن وكل ما تيسر من علوم بإسم كل الأمة - في حرب مباشرة مع الشياطين ، ومستغفرا الله تعالى تائبا ، وهاجما به وبأذكاري على الشياطين ومدنهم ، وخصوصا بعد أن رأيتني في رؤيا أهجم بعصا جد طويلة على بعض مدنهم وإحدى كاهناتهم ....:
إذ كنت أحس بأشباح معي في البيت دائما ، إلى أن حاولت مرة الإستيقاظ :
فإذا عيناي مغمضتان ، ويصعب علي فتحهما وكأنني أصبت بعماء ، لكن سرعان ما فتح الله تعالى لي عيني اليمني ثم اليسرى وأنا أرى شيطانا كهيئة قرد يريد طمس عيناي ، وقد فر لسقف البيت ..
ولتكون كل قوتي العظمى أمام إبليس وكل شياطينه دعائي : اللهم إجعلني كيدك المتين .
وفعلا إستجاب سبحانه وتعالى وبكل محامده .
ثم لأنسى كل هذا مع المشاكل الدراسية والسياسية للجامعة ، وأنا منكب كذلك على كل ما تيسر من كتب الفكر الإسلامي ، وكلي عقد فكرية ... بل ولأصير وكأني بركان أفكار ..
ولكن وذات مرة وأنا أتحاور مع أحد زملائي الجدد في الجامعة أثارني هدوءه وتسامحه ، وعدم إهتمامه بأي من حواراتي الفكرية ، وأعجبت بصفاء نفسيته ..
وليجيبني ذات مرة وأنا أحاور أحد الأصدقاء بصوت خافت ، وكله هدوء : عندنا اليوم جلسة يمكنك حضورها ..
فكدت أطير من السعادة لأنني كنت أبحث بالفعل عن أصدقاء في الإسلام ..
فإنتظرت الموعد وأنا لا زلت أحس بحال الفناء محبة في الله تعالى وكأني لست أنا ، إلى أن وقف أمامي بسيارة هو وأحد أقربائه ، فركبت معهما نحو الزاوية القادرية البوتشيشية بالرباط بعد وجبة خفيفة :
وكانت المفاجأة التي لم أكن أتوقع :
فلقد كنت أظنها جلسة علمية كباقي جلسات العلماء ، لكن ما أن علوت بداية الدرج حتى بدأت أسمع إسم الحبيب الأعلى وأنا فان في محبته سبحانه وتعالى ومجذوب ولهان : الله الله الله الله الله الله الله.
ولأزداد سكرا بفنائي هذا وأنا أتمايل في الذكر مع الذاكرين وخصوصا عند قوة الذكر ب: يا رحمان يا رحيم .
ولتكون هاته أول جلسة صوفية تربوية روحية لي مع الصوفية رغم أنني كنت قبلها أسمع تراتيل دلائل الخيرات والبردة بالمسجد الأعظم بأكوراي ، ولكن دون ممارسة صوفية ولا شيخ .
ومما وفر لي كل ظروف الإجتهاد الشعار الأكبر للشيخ حمزة قدس الله سره : طريقتنا هاته ذكر وفكر .
مما أغرقني في الذكر الصوفي والفكر الإسلامي معا . بعد القرآن الكريم وكتاب رياض الصالحين للنووي رحمه الله .
وخصوصا وأنا أقتنع بحكمة الشيخ حمزة قدس الله سره : التصوف هو وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا .. وحكمته البليغة : تشرعوا واصدقوا تصلوا .. وحكمته : التصوف أخلاق وأشواق وأذواق ..
وأنا مقتنع قبل هذا بقوله سبحانه تعالى : وكلمة الله هي العليا . التوبة 40
وقوله عن القرآن الكريم : وجاهدهم به جهادا كبيرا .الفرقان 52
فكنت أذكر الله تعالى وأصلي وأدعو بخشوع المتصوف تماما كما أدرس وأتحقق كمجتهد ..
ولكن الزاوية البوتشيشية كغيرها من الزوايا يختلط اليوم فيها الحابل بالنابل والكاذب بالصادق لأنها تفتح أبوابها للجميع ، فقررت الإبتعاد عنها جميعها ، وخصوصا بعد وعيي بمكائد الإبراهيمية الجديدة وأيادي العديد من الزوايا في تنزيلها ..
ومما أبعدني نهائيا عن هاته الزوايا قول أحد الدكاترة وهو يحاول أن يشير لي لوحدة الوجود : إن الله خلقنا في جوفه .
وقول آخر : إن الله هو محمد عليه الصلاة والسلام .
بل وأمرني آخر قائلا : حاول التوجه للشيخ وأن تتخيل صورته وأنت تذكر ، ثم أدعه بما تشاء يجبك ..
وهي فكرة عند جل الزوايا لكن ما أغضبني أكثر هو قوله : وحاول أن تتخشع مع صورة الشيخ ثم قل له يا سيدي إعطني كذا فيعطيك..
فالشاطين تتمثل لهم تمثيلا من حيث لا يشعرون ..والعياذ بالله .
ولهذا فإنه ورغم كل جماليات المجالس الصوفية ورغم صفاء ومنطقية العديد من خطاباتها فإن بها سموما شركية تكاد تجعل منها ديانة ما أنزل الله بها من سلطان .. ولهذا تحتضنها الماسونية اليوم وستحتضنهما الإبراهيمية الجديدة أكثر وأكثر إن لم يكن تدافعنا لإصلاحها حقا عمليا .
ولأرفع أخيرا شعاري الكلي والذي يلخص كل منهاجي العملي :
لا حقيقة صوفية دون شريعة سنية ودون عقيدة قرآنية
وأنا أكاد أبكي على سقوط معظم المتصوفة والعديد من المسلمين في قوله تعالى :
وما يومن أكثر بالله إلا وهم مشركون .يوسف 106
فتماما ككهنة الكابالا يقوم العديد من شيوخنا بتسخير الشياطين بخلوات لا يسخرون هم بها الجن بل تسخرهم لها الشياطين وهم لا يعلمون ..
ولأؤكد بأن من يدعي أن الشياطين تخدمه فهو الخادم لها لا العكس .
ثم بعدها إستفحل علي الجذب والمس السحري - والذي أظنه سحرا أسودا - فسافرت لهولندا لعلي أستروح ، ولأتم دراستي ، وليمن الله هناك بفقيه أزهري أعطاني والحمد لله تعالى منهجا فقهيا عمليا متينا جزاه الله خيرا ، كما تكرم الله علي بمجالسة العديد من الجماعات والتيارات الإسلامية الوطنية والعالمية ، لكنني كنت كلما مررت قرب صنم من أصنام أمستردام إلا وأحسست بضرب على قفاي ..
ورغم ذلك كنت أصبر إلى أن هجم علي ذات ليلة ثلاثة شياطين سود لا أرى منهم إلا بياض عيونهم المسمومة ، والذين كانت تصلني نظراتهم وكأنها سكاكين حادة على عيناي ووجهي ، وأنا أختنق وكأنني في قبر ، ومصاب بدوار ، فلم أشعر إلا وأنا أهتدي لورقة مقواة كانت على جدار البيت مكتوب عليها أسماء الله الحسنى ، فجعلت أحتمي بها حتى الصباح ..
لكن وبعدها لم أستطع النوم لأيام وليالي ..
لكنني وانا أرفع القرآن الكريم بإسم كل الأمة والحمد لله تعالى بعالم الإنس دراسة ، رفعته جهادا بعالم الشياطين وأنا أرد لهم هجومهم علي وأذكر وأدعو بنية الإنتقام ، وخصوصا بعد تدبري لقوله تعالى: إن كيد الشيطان كان ضعيفا .. النساء 76
فأحسست في أعماقي بأن إبليس ليس كما يتصوره العديد من البشر ، بل هو ورغم عمره الطويل ورغم ما كانت له من ملكات جنية ، فإنه قد شاخ وخسر العديد من قواه ولم يعد يقوى إلا على الإملاء والوسوسة والتحكم بكل مكر في شياطينه من الإنس والجن ، ولم يبق له من وساوس كبرى بعد كتب الكابالا الصوفية اليهودية إلا الكتاب المقدس للإبراهيمية الجديدة الذي سيمليه لكهنته مستقبلا كخطة أخيرة له.
وكل ما شجعني على هذا الهجوم عليه وعلى كل الشياطين المترائين لي مؤازرة الرسول لي بزهاء 30رؤيا منامية لحد اليوم ، صلى الله عليه وسلم ..
إلى أن تراءى لي - لعنه الله - خاسئا يسجن نفسه بنفسه من أرض سفلى لما هي أسفل ، وقد فقد كل سلطاته على مومني الجن الذين ثاروا ضد كل سلطاته في عوالمهم ، ولينفصل الشياطين والكفرة بعالم الجن عن المومنين منهم وكأنهم في يوم القيامة - والذي من صفاته أنه يوم الفصل - وكأنما القيامة قد قامت في عالمهم ..
ولهذا يفتري اليهود الكذب مرارا بإقتراب الساعة في عالمنا الإنسي لأنهم ظنوا بأنها بعالمنا كما بعالم الجن ..
وهنا ضلت كل مخططاتهم وخسرت كل أباطيلهم ، وإبليس - الذي ظن بحساباته السحرية أن نصره بهم قد إقترب - كان خسرانه بهم هو المبين ، ثم خسرانه وخسرانهم - وبالمسلمبين يقينا - سيكون بعد حين .
فالخطة الإبليسية الكبرى إذن : والمقسمة بين الكابالا اليهودية، وأسرار الماسونية ، وأبعاد الصهيونية/المسيحية العالمية ، وكتب عبدة الشيطان كلهم قد صارت اليوم معلنة ، بل وتجهر بكل شرورها وضلالاتها والآثام ، نحو الشره الإبليسي الشرس لمسخ الإنسانية كلها كما سيتحقق في آخر الزمان ، لكن كما شاء الله تعالى لا كما يشاء إبليس .
ولن تقوم الساعة إلا على شرار الخلق.. ولن تقوم حتى يعبد إبليس جهارا ، لكن ليس كما يظن لعنه الله ..
بل سيتأله أمامهم كصنم وكله حسرات على مصيره الجهنمي هذا ، والذي بدأ يحياه والحمد لله اليوم في الدنيا ، وقبل الآخرة ..
فمنذ البدء إذن خسر إبليس ..
ثم خسر بمحمد صلوات الله عليه نهاية .. وبالضربة القاضية والحمد لله تعالى .
ثم بدأ خسرانه الأخير اليوم وكله حسرات نحو الخلافة المهدوية الأخيرة .
فنحو الجحيم الأبدي وسجنه المغلق للأبد : جهنم :
نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة إنها عليهم موصدة في عمد ممددة .من 6 حتى 9 الهمزة .
فالحمد لله أن أدخل إبليس جحيمه الروحي قبل القيامة ..
ونحو هذا الجحيم اليهود والنصارى وكل أتباعه يهرولون .
فالحمد لله أن خسر كل أعداء الله وكل أعدائنا الدنيا ..
وقبل الآخرة .
الحمد له .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق