وأنا أحاور أحد الإسلاميين الرافض لأي تطبيع مع الدويلة اليهودية ، والذي غالبا ما يتضايق بكثافة كتاباتي وأفكاري ، أسرعت توا لكتابة بعض شعاراتي الكبرى على الفايسبوك :
1 السياسة اليوم من العلوم العملية المعقدة ، ولم ولن يبقى مجال فيها للإرتجال .
2 السياسة الحقة ليست بحاجة لآراء العامة ، بل للحكمة العلمية ولأكاديمية الخبراء .
3 التطبيع مع إسرائيل لا يعني الإستسلام لهم ولا السلام الكامل معهم .
لكن صديقي الأديب والمفكر كان مصرا على تخوين كل من يحاول التطبيع مع اليهود ، وبكل ثورة ، ولحد إسراعه في خلق صفحة فيسبوكية للثورة ضد التطبيع ، وللنداء بتوقيعات تنادي بنسفه بالكامل ، كصفحات العديد من الإسلاميين خاصة ، وبعض المسلمين عامة ..
ومن هذا المنطلق وأنا أحيا هاته الإشكالية منذ علاقة ياسر عرفات رحمه الله تعالى الأولى مع اليهود ، ومنذ الإتفاقيات الفلسطينية اليهودية الأولى للسلام ، وما تلاها من شبه نجاحات سياسية ، ومن إخفاقات كاملة ، وأنا معقد بجهاد أطفال الحجارة ..
وكمحب لهم بكل جنون ، وبكل أسى عليهم ، وعلى ما آلت إليه الأمة كما قال أستاذي في القسم الثاني إبتدائي :
من العار أن تنتصر دويلة بضعة ملايين من اليهود على أمة أكثر من مليار مسلم ..
وليبقى حلمي ومنذ الطفولة السعي لنصرة المسلمين ، ولحد حلمي في الصغر بصنع طائرات حربية عند الكبر ..
الحلم الذي تغير رويدا وأنا أحلم بالجهاد في فلسطين..
ثم في أفغانستان ، وبعض المجاهدين الأفغان يصفع كل نفسيتي بقوله ، بعد أن أراد أحد المسؤولين إيقاف محاضرته بدعوى أذان الله أكبر ، ليجيبنا جميعا ، وبكل هدوء :
لن تفهموا معنى الله أكبر هاته ، والتي ترددونها مرارا حتى تجاهدوا بها ، ففي جهادنا كأفغان يكفينا أحيانا الجهر بالتكبير زاحفين على العدو الروسي ، ليفر تاركا لنا كل عتاده الثقيل ..
قبل أن يتغير كل هذا الرجاء الحماسي لندائي بجهاد السلام ، وبجهادي العلمي والعرفاني ، وخصوصا وانا أرى بعض دولنا تدمر تقريبا كلها بالحروب الأهلية ، بل وأتعقد من أي حرب معاصرة أو مستقبلية ، وأنا أرى أخيرا مقاومة غزة الأبية تقصف إسرائيل بآلاف الصواريخ الشاردة ، وإسرائيل تركز عملياتها الجوية بكل هدوء لتهدم ما تشاء من عمران فلسطيني ،.. وقاتلة للشيوخ والنساء والأطفال لإستعصاء رجال المقاومة الفلسطينية الأبية عليها ..
ولينهض بعدها ومرة أخرى السعار الشعبوي المنادي بتخوين السلطة الفلسطينية المهزومة وللأسف في نضالها السياسي لحد الآن ، لكن هذا لا يعني أن منظمة فتح وكل مجاهديها خونة كما يقذفها الكثيرون..
ففتح بدورها بدأت مقاومتها بالسلاح كحماس والجهاد الإسلامي ، لكن التاريخ علمنا بأن المقاومة المسلحة وحدها غير كافية ، ولا بد من سياسات سلام معها ..
المبدأ الذي أسعدني وأنا اتتبع عرفات رحمه الله تعالى وهو يحمل البندقية في يد ، وغصن الزيتون كرمز للسلام في اليد الأخرى .
واليهود يعلمون مدى خطورة رجل حرب وسلام كعرفات ، ولهذا أسرعوا بتطويقه سياسيا ، وإفشال كل إتفاقيات سلامه ، فكل مساعي منظمة فتح للتحرير ، ثم قتله ، ليأتي عباس وفلسطين وكل سياسات السلام مطوقة ، بل وليطوقه الصهاينة حتى غرفة نومه ، وكل الضفة الغربية ..
ولحد توقيعه إتفاقات أمن مع دويلة اليهود ، وهنا كفر نسبيا بالمقاومة الجهادية التي لا حق له في نسفها ، ولا في التضييق على مجاهديها ..
لكن غرقه في السياسات العالمية ووعيه بتفاصيل القضية الفلسطنية كرئيس سلطة ، وحنكة المؤامرات العدوة أفقدته بعض الحكمة وهو مطوق بحرب إقتصادية رهيبة ، جعلت فلسطين اليوم تتسول المساعدات حتى من الأعداء ..
وبالتالي فإن القضية الفلسطينية جد معقدة ، ولا تكفيها المواقف السياسية وحدها ، ولا المقاومة الجهادية وحدها ، بل سياسة رجل حرب وسلم معا جديد ، وجد محنك ، ويومن بالسلام والمقاومة معا ، لجمع شتات الفلسطينيين بكل ديبلوماسية ، ودون نسف لذرة من المقاومة ..
لأنه ودون جهاد إسلامي دائم لا إستمرار لا للسلطة الفلسطينية ولا لفلسطين ولا للفلسطينيين كشعب ، لأن نفسية اليهود متعطشة للدماء الفلسطينية والعربية ، بل وهم يعلنون ومنذ النكبة الفلسطينية العربية حرب إبادة على كل الشعب الفلسطيني كبداية نحو كل العرب فكل المسلمين كما يتوهمون ..
ولهذا فلا إستمرار للمقاومة دون سلطة سياسية حكيمة ، كما لا إستمرار للسلطة ولا لفلسطين دون مقاومة ..
بل وإن أول من بدأ التطبيع مضطرا مع دويلة اليهود هم الفلسطينيون ، ومنهم نأخذ درس : خيانة اليهود حتى لإتفاقيات التطبيع الذي سيقومون بها مع أية دولة عربية أو إسلامية.. كما خانوا ولا زالوا يخونون كل عهودهم مع الفلسطيننين والعديد من الدول ، وتماما كما قال تعالى : أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم ؟ البقرة 100.
وهذا لأن التطبيع بالنسبة لهم فقط تكتيكا سياسيا وظرفيا لإختراق كل المجتمعات المطبعة سياسيا وإجتماعيا وإقتصاديا وثقافيا وفنيا وتعليميا .. ثم في كل المجالات ، ونحو تدميرها الكلي مستقبلا كلما تحضرت كما يملي بروتوكولهم الصهيوني : سنهدم أقوى دولة عربية/ إسلامية فأقوى دولة ثم أقوى دولة .
ولهذا فإن القضية الفلسطينية فقط مشعل حرب يهودية عالمية علينا ، وليست قتالية فقط ، بل حرب كاسحة بكل العالم وفي كل المجالات ، وماسخة للإنسان ، وعلى كل المستويات .
ولهذا فإنها - كالتطبيع بالنسبة لي - من القضايا السياسية الشائكة ، وبإستمرار ، بل وعلى الدوام ، ولا بد فيهما معا من يقظة عربية إسلامية جد حذرة ، يل وهما من الإشكاليات العلمية والمستقبلية الكبرى ، والتي أثمر فيضي العرفاني فيهما ضرورة التفريق :
بين السلام السياسي والديبلوماسي وبين السلام الحق أولا ..
وبين شلوم اليهود وسلام الإسلام ثانيا :
فبالنسبة لليهود لا يعني السلام إلا شلوم بني إسرائيل ، وسلامتهم لوحدهم ، والذي لا تحقيق له في كل عقائدهم إلا بدويلة كاملة لهم ، ومن النيل للفرات على الأقل ، وبسيطرة كاملة على كل سياسات وخيرات العالم ..
وبكل إستعباد للناس بعد ظهور دجالهم الأعور كمخلص غيبي لهم ، وكأمير للسلام العالمي بزعمهم . وبهم كشعب مقدس ومختار من الله تعالى ، وكعرق مميز ، وجد متعال .
بينما سلام الإسلام : قرآن كريم أولا وحديث نبوي شريف ثانيا ، ثم فقهيات وعلوم حقة وعرفانيات ..
ولا تدعوا المسلمين أبدا - ورغم عالمية الإسلام - لا للسيطرة على العالم إنطلاقا من المسجد الأقصى رغم مركزيته العالمية المستقبليته ، ولا لسمو المسلمين عن غيرهم ، بل سلام يدعو لسلامة الناس أجمعين ، ولا ينادي للجهاد إلا دفاعا كما يثبت هذا جهاد الرسول صلوات الله عليه في كل سيرته ، وبعده الخلفاء الراشدون ، ثم بعدهم جل دول الخلافة الإسلامية ..
بل ولم يأت كل الفتح الإسلامي ، ومن المشرق حتى بعض دول الشمال وحتى الغرب الإسلامي والأندلس إلا دفاعا إستباقيا ، إنطلاقا من تهديدات الروم والفرس الذين كانوا يريدون إجتثات كل الإسلام من الأرض وكل المسلمين ، وبعدهم المغول ، والذين أسلم الكثير منهم لا لغلبة المسلمين ، بل لأنهم وجدوا في الإسلام بكل إيجاز كل إنسانية الإنسان المتعالية عن كل توحش أو بهيمية ..
وكالعديد من الشعوب من قبل ومن بعد .
ولهذا فنحن أمام سلامين :
سلام يهودي يستوحش الإنسان ويستبهمه ويستحمره نحو إستعباده لليهود وللدجال الأعور .
وسلام إنساني يريد من الإنسان خلاصه الفردي أولا عبر حفاظه عن نفسه أولا بالإسلام ، والذي ما هو في الحقيقة إلا تربية فردية أولا للحفاظ على عقلانية العقل وصفاء القلب وشفافية الروح وطهارة الجسم ، وحسن المعاملة للنفس عموما، ومع أي كان ..
وقبل أن يكون نظاما إجتماعيا كاملا ..
ثم مذهبية عالمية ، سيسعد بها كل العالم ، والمهدي عليه السلام يقضي على كل هذا العلو اليهودي ، بعد نزول عيسى عليه السلام وقتله للدجال الأعور ..
الجهاد العيساوي المهدوي الذي سيمحو مملكة الدجل الصهيونية هاته ، وكل الإفساد اليهودي بالأرض . وللأبد .
ولهذا أنا موقن بالنصر الإسلامي الخاتم هذا ، وما القضية إلا قضية صبر جميل ، ومسألة وقت لا غير .
ولهذا لا يتضايق العديد من المسلمين اليوم بسقوط الخلافة الإسلامية ، والتي تهاوت بالمؤامرات الصهيوماسونية اليهودية كما يشهد بذاك حتى التاريخ المحرف ..
كما لا أتضايق اليوم بعدم التماسك السياسي لدولنا العربية والإسلامية ، وذلك لأن أمان وسلامة بل وكل سلام المسلم الحق مستقبلا في باطنه المطمئن إن كان من الذاكرين : ألا بذكر الله تطمئن القلوب . الرعد 28 .
وليس في علوه وسيطرته على الآخرين كما تملي الصهيونية العالمية ، وكما يتربى اليهود ..
بل ورحمة الله تعالى في الإسلام محرمة على كل متكبر يسعى لأي علو في الأرض :
كما قال تعالى :.. ورحمتي وسعت كل شيء ، فسأكتبها للذين يتقون . الأعراف 156 .
وكما قال تعالى : تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين . القصص 83.
ولهذا حرمت الجنة على كل متكبر كما قال رسول الله صلوات الله عليه : لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر . كما روى الإمام مسلم رضي الله عنه .
ولهذا فإن التكبر على الناس كأي يهودي ، والسعي للعلو في الأرض كما يسعى اليهود من كبائر سيئاتنا كمسلمين .
ولهذا يتصادم شلوم صهيون وسلام الله في الأرض الذي يدعو له الإسلام :
إذ السلام في الإسلام صفة من صفات الله تعالى الحسنى ، وإسم له أعلى ، والسلام تحيتنا كمسلمين ، بل ودار السلام من أعلى جنان الفردوس في عقيدتنا .. فكيف يمكن تحقيق السلام بعداوة الإسلام والمسلمين ..؟ ودون قرآن الإسلام وسنة نبيه صلوات الله عليه ؟ ومن دون علومه وفقهياته وعرفانياته الحقة ؟
ولهذا فلن يكتمل سلامنا الحق والسامي إلا في هذا الخلود ..
بل ولا نجد في تعاليم الله تعالى ، أو أوامر الرسول صلوات الله تعالى دعوة لفرض سلامنا الحق والعادل هذا عالميا ، لأن ذلك يدعو مباشرة لفرض الإسلام ، والذي لا يمكن تحقيق السلم بالأرض دون حكمه عالميا ..
الأمر الذي نهانا الله عليه بقوله : لا إكراه في الدين . البقرة 256 .
بل ونهى عنه حتى الرسول صلى الله عليه وسلم وبالتالي كل المسلمين كما بقوله : أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مومنين ؟ . يونس 99 .
ولهذا كان النداء بحاكمية الله في الأرض أمرا قرآنيا ، لكن دون إكراه ، ومنذ ما بعد فترة الخلافة ، لأن أول ما رفع من الإسلام الحكم بما أنزل الله تعالى كما قال الرسول صلوات الله عليه : لتنقض عرى الإسلام عروة عروة ، فكلما إنتقضت عروة تشبت الناس بالتي تليها ، وأول نقضها الحكم ، وآخرها الصلاة .. رواه أحمد .
ولهذا لم يبق الحكم بما أنزل الله فرضا في إقامة الإسلام الشمولي ، ومنذ بداية العهد الأموي ..
بل ومن قبل كما يروى عن العهد العمري العادل :
أن بعض الأعراب أتوا شاكين إلى عمر رضي الله عليه فقال أكبرهم : لقد كان الإسلام كاملا في عهد الرسول صلوات الله عليه ، و نقص قليلا في عهد أبي بكر رضي الله عليه ثم أكثر في عهدك ...
وهي نصيحة يمكن أن يقبل بها كل أمير عادل ، لكن عمر رضي الله عنه ثار في وجههم وهو يسأل كبيرهم :
أأنت كفرد تطبق الإسلام كاملا على نفسك ؟ فأجاب : لا يا أمير المومنين .
فقال له عمر : أنت لم تستطع تطبيق الإسلام حتى على يديك ورجليك وجسمك ، فكيف تطلب ذاك مني على كل الأمة ؟
القصة التي تحذرنا من الإسلام الأعرابي : والذي أعني به التموقف بالإسلام دون فقه ولا علم ، كما حالنا اليوم مع داعش كعصابة صهيوإسلاموية قيادة ، ومهما جهل العديد من أتباعها ذلك ..
ولذاك نرى كل العقد الإبليسية الحربية مجسدة في هاته العصابة الجهادوية : ومن السرقة حتى إغتصاب قادتها نسائها وأطفالها ، حتى التنكيل بجثث جل قتلاها ، والذين هم من المسلمين وللأسف ..
ولهذا فإن اليهود واعون ، وأكثر من غيرهم في أن قوة المسلمين اليوم ، وأن قوة الدول الإسلامية ، ورغم كل نقائصها ، في إسلامها وسلامها ولو لم يكونا كاملين، ولهذا يسعون - وعلى الدوام - لخلق الحروب الأهلية بيننا ، ولزرع النعرات الإنفصالية بيننا ..كأعتى مؤامراتهم ضدنا ، وبكل العصابات الإجرامية والإسلاموية والتسلفية وكل مدعي القبليات العرقية .. وغيرهم من الخونة والجاهلين ..
وذاك لأنهم كما قال أحد الحكماء : اليهود كالضفادع لا يعيشون إلا في الماء العكر .
ولهذا يسعون لإذكاء نيران الحروب على الدوام بيننا وفي كل العالم ، ولأنهم تجار أسلحة أولا ..
ولكن سيضل كيدهم ، وتماما كما قال الله سبحانه وتعالى عنهم : كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا . المائدة 64 .
وذاك لأن المسلم الحق كلما توفرت له ظروف العيش الكريم والآمن كلما تحرر من العديد من العقد الدنيوية ما تمسك ولو فقط بفرائض الإسلام مجتنبا كبائره ، ومصرا على التوبة ..
وإذا ما إستطاع المسلمون أن يحققوا ولو جزئيا مجتمع التوبة ، ولو فرديا ، كلما صارت سياساتهم إصلاحية ، ولو جزئيا .. والكمال لله ...
الأمر الذي يهدد كل العلو اليهودي الغاشم في كل الأرض ، والذي لا يقف أمامه اليوم إلا الإسلام كدين أولا ، ثم صادقي المومنين ، وليس كل المسلمين وللأسف ، فبعض أحرار العالم ..
فتعاليم الإسلام ولو في أوامرها الفردية تعرقل أي إرتفاع مستقبلي كامل لليهود ، ولهذا - من زمان - واليهود وبكل تياراتهم الخفية والعلنية يحاربون القرآن قبل المسلمين ..
وتماما كما أمر كاهنهم زويمر في أحد المؤتمرات بتمزيق القرآن ، فأخذ أحد الصهاينة القرآن ومزقه أمامه ، ليجيبه : بل يجب تمزيقه من صدور المسلمين ..
وذاك لأن القرآن الكريم يكشف اليهود كشفا يستحيل معه الإغترار بهم : بل ولحد نهي الله تعالى لنا عن ولايتنا لهم كأعداء لنا وله سبحانه كما بقوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة ، وقد كفروا بما جاءكم من الحق . الممتحنة 1.
الآية التي تنهانا عن ولايتهم وعن مودتهم لكفرهم بالحق ، إلا أن نتقي منهم تقاة كما يشير قوله تعالى : لا يتخذ المومنون الكافرين أولياء من دون المومنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير .آل عمران 28.
والآية تجيز لنا ولايتهم ما إضطررنا لذلك ، لكن بشرط الإحتياط منهم جهد الطاقة ، وذلك لكيدهم الكبير والمستمر كما بقوله تعالى : ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين . الأنفال 30.
الآيات التي تؤسس لسلامنا الديبلوماسي كضرورة اليوم ، والتي تدعونا للسلام النسبي والسياسي معهم ، دون جناحنا لدعوات سلمهم العالمي الماكر ، فالله تعالى يقول سبحانه : وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله . الأنفال 61.
لكن شروط هذا غير متوفرة اليوم : لأنهم حاليا أقوياء عدة وعتادا ، وأكثر نفيرا كما بقوله تعالى لهم عن مرحلتنا الحالية : ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا . الإسراء 6
ولن يجنحوا للسلم لنجنح لسلمهم بالكامل كما أمر القرآن النبي صلوات الله عليه ..
فهم يتمردون علينا في كل القضايا ، وحتى في دفع الجزية كمواطنين بيننا لصيانة كرامتهم الواجبة علينا مواطنة ، ولذلك فهم ليسوا أهل ذمة بيننا بالمفهوم الشرعي ..
لكن سياسيا نحن مضطرون ومهما أبينا - وبمؤامرت متتالية - حتى للتنازل عن شروطنا عليهم وطنيا ، بل ويسعون اليوم لإبعاد تلامذتنا وطلابنا عن كل حقائق الإسلام ، ولحد تدخلهم في تدريسنا الديني يهوديا ، وسرا وجهارا ..
وذاك لوعيهم الكبير بأن قوتنا الإسلامية تكمن في الوعي بالقرآن الكريم ..
ولهذا لا بد من دراسات مستجدة ودائمة عنهم وعن نفسياتهم العدوانية في القرآن الكريم قبل أية مراجع ، وتوظيفها في مقاومتنا وسلمنا معهم ، وعلى الدوام ..
فلقد درسوا تاريخنا ، بل ولا زالوا وكل الغرب يخترقوننا حتى بدراسات نفسية وسوسيوإقتصادية ، بل ودرسوا كل ما في القرآن الكريم كما بقوله تعالى : ودرسوا ما فيه . الأعراف 169.
بل ولقد وظفوا كل دراساتهم وحتى النفسية لنا ، وكل دراساتهم القرآنية ليخترقونا كليا ، وعن علم ، لا عن جهالة ..
وعكسنا تماما ، ونحن نتعامل معهم واقعيا فقط ، وخطوة خطوة ..
ولهذا يحتقروننا ، وقمة وقاعدة ، ومهما نافقونا ، بل وتكبرهم هذا جعلهم وسيجعلهم لا يلتفتون لكل مشاريعنا المتدافعة ضدهم ، ليقينهم بإستحالة عبقرية ولو رجل واحد من المسلمين كما ببروتوكولاتهم .
ولذاك تجد معظمنا اليوم مسلمين سنة لا قرآنا ، وتماما كما إستدرجونا ، وجل علمائنا ووعاظنا اليوم يدعون للحديث النبوي كإمام للقرآن الكريم ، عاكسين كل المنهج النبوي ، وبدعوى أنه المنهج النبوي ، والذي القرآن فيه إمام للسنة لا العكس كما حالنا اليوم وللأسف ...
ولهذا نعاني اليوم من شتات العقل المسلم ن بل وحيرة العقل الفقهي ، الآفتان اللتان لا يمكن أن نطببهما إلا :
1 بوجوب فهمنا للقرآن الكريم لغويا كبداية نحو كل علومه وأسراره علميا وعمليا ما إستطعنا : لأن القرآن الكريم نزل بلغة الصحابة ، والذين كانوا يفهمونه جبلة ودون تفسير ، بل فقط بتنزيله السني العملي من رسول الله صلوات الله عليه ، والذي كان خلقه القرآن كما قالت عائشة .
وبالتالي فلقد كان قرآنا يمشي بين الناس وعلى الأرض . ولا إتباع له بالتالي دون دراسة عملية للقرآن الكريم كإمام ثم السنة الشريفة كمأمومة جهد المستطاع لا العكس ، ثم لكل أقواله وأفعاله وتقاريره وأحواله كقرآن مجسم صلوات الله عليه .
2 التحرر من كل الثرثرات الفقهوية وشهوات الكلام ، بل يجب الدعوة لكل السنة كأعمال أولا ، ثم دراسة الحديث النبوي وتحليله بكل إيجاز كما ننادي بمنهجيتنا الكثيفة . مما يلزمنا بفهرس عملي موجز لكل الفقه الإسلامي التراثي ، كمهمة مستقبلية لفقهائنا الأجلاء .
وإلا فلا فكاك لنا من جهلنا الكبير بالقرآن الكريم ككتاب تعاليم فردية وإجتماعية ومجتمعاتية وعالمية علمية وفقهية وعملية، وككتاب تعاليم إشارية للعديد من العلوم الحالية ، بل والتي لم تكتشف بعد ، ولحد قول أحد علمائنا المستقبليين :
سيكون العلماء مستقبلا مضطرين للعودة للقرآن الكريم حتى في تحليل بعض العمليات الحسابية .
فالقرآن الكريم إذن ليس كتاب ماضي وتبرك كما يفهمنا العديدون ، بل هو علوم عملية وبيانات إشارية ، وفي العديد من المجالات ، بل وبيان إجمالي لكل شيء كما بقوله تعالى : ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء .النحل 89
وبالتالي فهو كتاب عمران وحضارة شاملة ، بل وكتاب تدافع كوني ، وفي العالمين معا : عالم الإنس ، وعالم الجن ..
بل وكتاب تشريف لكل الملائكة عليهم السلام ..
ولهذا تجدنا واليهود نتدافع على كل المستويات ، ولحد إستعانتهم بالشياطين والجن كسحرة ..
وليكون بذلك جهادنا العرفاني أيضا جهادا حتى ضد يهود الجن وشياطينهم كما عشت ذلك وهم يكتسحونني بسحر أسود خانق ، كما سألخص إن شاء الله تعالى ذاك في شرح جهادنا العرفاني ..
ولهذا فإنا نعني بسلامنا العرفاني :
1 التدافع للسلام الكلي للمومنين - وبالمومنين جنا وإنسا - في عالم الجن ،
2 التدافع الديبلوماسي بعالم الإنس :والذي نعني به إضطرارنا القادم للتطبيع النسبي مع دويلة اليهود ، لأنهم سيحشرون علينا العديد من الدول مستقبلا ، ولأنهم دوما عجزة عن الإعتماد على أنفسهم كما قال تعالى : ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس .آل عمران 113 وكما تؤكد ذلك بروتوكولاتهم الصهيونية عبر إشعالهم لحرب عالمية مستقبلية كاسحة ضدنا كمسلمين ما كشفت مؤامراتهم ..
فهم أذلة بكل معاني الذلة قرآنيا إلا بمعونة الله المستمرة لهم منذ موسى عليه السلام ، ثم بمعونة جل دول العالم لهم اليوم ..وسرا وجهرا ..
بل ورغم علوهم اليوم يعيشون في العالم كأنهم قبيلة أعرابية ، عدوهم كل جيرانهم ، وإذا ما إنتصروا ظلموا ، وإذا ما هزموا صغروا، ولحد السجود للمنتصر عليهم ولمن لهم فيه أي مطمع ..
ولذلك سنضطر للسلام الديبلوماسي معهم مستقبلا وذاك :
لشتاتنا كأمة ،
ولإختراقهم لنا إجتماعيا وسياسيا وإقتصاديا... بل وحتى فرديا ،
ولتمكنهم التدريجي منا عبر المنظمات العالمية وكل الدول الكبرى .
ولكن إن فرضنا السلام العرفاني مع يهود الجن وكل الشياطين في عوالم الجن ، فمنتصرين ولله الحمد لا مسالمين سلام المضطر كما في عالم الإنس :
إذ هناك توازن كوني بديع لمسته وأنا في جذب روحي كامل :
فبقدر إنتصار الكفار على المسلمين في عالم الإنس ، صار وسيكون إنتصار المومنين بعوالم الجن ، بل ومومنو الجن يستعدون كجيوش للمهدي عليه السلام يقينا وكشفا ولله الحمد .
ولهذا من الواجب علينا إتخاذ التطبيع المستقبلي كتدافع ديبلوماسي فقط ، وكسلام جد فطن وجد حكيم بل وجد لبق ، وأكثر من حذر ..
والذي لن يكون ناجحا ما لم يكن أكاديميا وعلميا ومتدافعا بحق ، وموظفا لكل دراساتنا القرآنية والسنية عنهم ..
وما لم تكن تربيتنا المستقبلية حقا إنسانية ، ومحافظة إسلاميا على إنسانية الإنسان ، وبكل إنسانية ..
الأمر الذي لن يتم إلا بالإستعداد لتحدي الصهينة العالمية القادمة ، والتي لا تمكن لها فينا فرديا كمومنين ، ومهما تمكنت من دولنا الإسلامية وسياسيينا ، وما حافظنا على إلتزامنا بكل إيمان ..
ولهذا سنكون مستقبلا أمام سلامين كذلك :
1 سلام بهيمي وحشي ماسخ للإنسان بكل الدجل الإبليسي اليهودي المكتسح اليوم لنا ولكل العالم وللأسف .
2 سلام إنساني رباني سيسعد المومنين حقا مستقبلا ، وأقول المومنين لا كل المسلمين ، لأن الإسلام الشكلي لن ينقدنا وللأسف مستقبلا من هذا المسخ ، بل وعند إكتمال العلو اليهودي المقدر ستجد المومنين كلهم ولا أقول المسلمين في أوج سعادتهم القلبية والروحية رغم تمكن الفساد اليهودي من العالم .. وعلى كل المستويات ، وفي شتى المجالات ..
وذاك لأن السعادة المالية - كغرور يهودي - ستكون مستقبلا جد ميسرة للجميع : كما قال الرسول صلوات الله عليه : ... فوالله ما الفقر أخشى عليكم .رواه البخاري . وكما قال رسول الله صلوات الله عليه : لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال فيفيض. كما روى البخاري .
وقد بدأ هذا الزمان بكل فيضاناته المالية الغرب صهيوماسونية ، بل وها نحن نرى وجليا مدى الشقاوة التي يعيشها العديد من الأغنياء بيننا وفي الغرب ، وذلك نتيجة الفراغ الروحي ، والجمود القلبي ، والكدر الدنيوي الذي لن ينجو منه مستقبلا إلا صادقو المومنين ..
بل ودون إيمان عميق : لن يعقد الشقاء القادم ذوي المال فقط ، بل وكل أهل السلطة ، وسيكون أسعد الناس الغير مختلط بالناس إلا لضرورة ، وإلا فالشتات العقلي ، والكدر القلبي ، والجحيم الروحي ، التي تريد الصهيوماسونية إصطيادنا نحوها .. وبكل المؤامرات ..
وبإسم سلام الإبتهاج الروحي والمصالح الإقتصادية والمالية ، من دون سعادة قلبية حقيقية ، بل وبلا إنسانية ، وحتى صوريا ، ونحن نرى كيف صار العديد من عبدة الشيطان - كعقيدة يهودية - يغيرون حتى صورهم إلى صور وحوش ذات أنياب ومخالب ، ووجوه ممسوخة ، الصور التي لن ينجو منها كليا في المستقبل إلا المومنين .. وليس كل المسلمين وللأسف ، ونحن نرى العديد من نسائنا المسلمات تشوهن وجوههن بالتبرج الكاسح اليوم ، بل تفقدن كل جمالهن الطبيعي ، وبما في ذلك بعض الرجال .
ولهذا فإن إنتصار شلوم اليهود الإبليسي سلام مسخ ودجل ، ولن يتم دون هاته البهيمية :
وذاك لان عقلانية الفكر وصفاء القلب وشفافية الروح وطهارة البدن لن تكون إلا لصالحي المسلمين ، مما سيحقق لنا التماسك الفردي ، والسعادة الإيمانية ، والحفاظ على كل الفطرة ، وحسن المعاملة ، وسمو الأخلاق .. كما كل التعاليم الفردية الكبرى للإسلام .
وبالتالي تحقيق كل السلام النفسي والفكري والقلبي والروحي مهما فقد السلام ..
ولهذا لا ندعوا في جهادنا العلمي والعرفاني أولا إلا لهاته الفطرة الإنسانية السامية ..
والتي سيتعسر على إنسان المستقبل الحفاظ عليها - ومهما حاول - دون إيمان حق وعملي ..
وبالتالي لا يعني سلامنا العرفاني إلا تحقيق هاته السعادة الروحية القلبية والأمن الفكري الفرديين أولا ، ولهذا ندعوا لتكوين مكونين عرفانيين كما معهدنا القرآني للتصوف السني على : assamae.blogspot.com .. كنموذج معهد للتصوف ، ولتدريس فقهه القلبي عمليا ، ولكن فقط لأولي الألباب وكبار الأدمغة .
وليبقى السلام الإسلامي المنشود بعدها ، وبعد فتحنا الإسلامي العلمي القادم لا ريب ، سلام الخلافة الراشدة الأخيرة على منهاج النبوة كما قال الرسول صلوات الله عليه بقوله في حديث طويل :
ثم تكون خلافة على منهاج النبوة . كما روى الإمام أحمد بعد ذكر الرسول صلوات الله تعالى عليه للخلافة الراشدة ، فالملك العاض الماضيين ثم الحكم الجبري الحالي ..:
الخلافة الوحيدة المتبقية لنا ، والتي لن تكون إلا بالمهدي وعيسى عليهما السلام كما إجتهاداتي في التاريخ الإسلامي والقرآن الكريم والسنة الشريفة وفقه الواقع والأبعاد المستقبلية عرفانيا والله أعلم ..
بينما السلام الحق والكامل :
فلن يكون إلا بصفات الله الحسنى كلها ، وبالله سبحانه وتعالى كملك سلام ، وكرب لكل السلام ، وفي دار السلام اللهم لا تحرمنا منها ...
وبالتالي فالسلام الديبلوماسي الواجب اليوم سلام تدافع ، وليس في فلسطين فقط كما يقزم بعضنا القضية ، بل تدافع فردي للحفاظ على إنسانية المسلمين ، ووطني للحفاظ على كل بلداننا ، والمهددة بالتجزيء أكثر ، بل وبالإستعمار من جديد ..
ولكن العالم كله صار كقرية صغيرة ، والمسلمون اليوم أقليات في كل الأرض بل وحتى في العديد من أوطانهم ، ولهذا كان من أهم إختصاصات معهدنا الصوفي وكل مدرستي العرفانية : إنسانية الإنسان إسلاميا ، لأن الحكم بما أنزل الله أول ما رفع من عرى الإسلام ..
الحكم الذي وحده كان سيحقق السلام العالمي ، وليس لنا فقط كمسلمين ، بل لكل الإنسانية ، لو بقي ..
وبالتالي فالسلم العالمي اليوم مستحيل لإستحالة الحكم بما أنزل الله تعالى حاليا ، وبالتالي فمن المستحيل تحقيق السلام الإسلامي سياسيا ، وحتى جزئيا ..
ليتبقى أمامنا تحقيق الأمن الوطني كواجب على الجيش والشرطة وبكل أنواعهما ضد كل المهددات الداخلية والخارجية ، كما أن الأمن النفسي والفكري واجب علينا فرديا ، وفرض على كل مسلم ، لأنه الركن الأول لكل سعادتنا الإيمانية ..
وإلا فالمسخ الباطن والظاهر ، ومهما إحتفظنا على لمعان الظاهر وتبرجه ، ولو إسلاميا .
فلا شلوم صهيون إذن سيتحقق لأن دجالهم كإله أخروي بزعمهم سيقتله عيسى عليه السلام كما جاء في حديث نبوي طويل رواه أبو أمامة الباهلي بقوله : قال عيسى إفتحوا الباب ، فيفتحون ووراءه الدجال معه سبعون الف يهودي ، كلهم ذو سيف محلى وساج ، فإذا نظر إليه عيسى ذاب كما يذوب الملح في الماء ، فينطلق هاربا ، فيدركه عند باب لد الشرقي فيقتله ، فيهزم الله اليهود . الحديث الذي صححه الألباني وشرحه في كتاب خاص .
وهنا لم يقل الرسول صلوات الله : فيهزم المسلمون اليهود . بل قال : فيهزم الله اليهود : مما يعني أن الله سيقيم الآخرة بعد هذا مباشرة على اليهود وكلهم ، وحتى يحاربهم الحجر والشجر كما في العديد من الأحاديث ، وهذا سيبدو غريبا لو قال الرسول صلوات الله عليه بأن قوة المسلمين لوحدها ستهزم اليهود ، الأمر الذي قال عنه سبحانه وتعالى وهو ينذرهم في أوائل سورة الإسراء : فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم .. وقوله تعالى في أواخر السورة : فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا . الإسراء 104.
وهاهم يلتفون اليوم نحو بيت المقدس وفلسطين بعد أن كانوا أشتاتا ..
وبالتالي فتماسكهم والإلتفاف الكامل لهم ، يعني أوج علوهم الموعود ، وبالتالي قيامتهم الخاصة . فلا يعني إذن تمام نصرهم إلا كمال هزيمتهم ، ففنائهم الجدري ولله الحمد ، فهم أول من تقوم عليهم القيامة ، وقبل القيامة الكبرى .
وكل هذا مباشرة بعد بعثة أمير شلومهم المنتظر وإله خلاصهم المزعوم كما يستعدون ..
وبالتالي فكل هزيمتهم في نصرهم وملكهم الأرضي ، والذين يتوهمون خلودهما بالدجال الأعور - لن يمكثا إلا 40 - لم يحدد زمنها الرسول صلوات الله عليه :
فلا علو كامل لهم إذن إلا لأيام أو أشهر أو أعوام قلائل ، ودون راحة ولا سلام ، بل أيامهم مع الدجال كلها حروب ولعنات وفتن ..
وليتحقق السلام الإسلامي بالحكم بما أنزل الله تعالى ، وبالمهدي عليه السلام كأمير حتى لعيسى عليه السلام .
ولم تدقق الأحاديث الشريفة حسب إطلاعي مدة حكم المهدي ، لكن حددت بعض الأحاديث منها حديث عن أبي هريرة حول رسول الله عيسى عليه السلام : ... فيمكث أربعين سنة ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون . رواه الحاكم في المستدرك.
هذا عن السلام الإسلامي الدنيوي ، أما السلام الحق فسلام بكل صفات الله الحسنى وكل أسمائه الحسنى ، ولن تسعه ولو كل الدنيا ، لأنه سلام أخروي ، ولا يعلم سماواته العلى إلا هو سبحانه . .
وليبقى سلامنا اليوم التدافع ، وموازاة مع مقاومة الطائفة المنصورة حول أكناف بيت المقدس نصرها الله ، والتي بشر بنصرها القادم رسول الله صلوات الله عليه..
فلم يبق لنا إلا سلام تدافعنا الديبلوماسي ، وجهادنا العلمي العرفاني الشامل هذا ، وجهد المستطاع ، وفي كل المجالات ..
وبهدف الحفاظ على إنسانية الإنسان كما الوظيفة الأولى لمدرستنا العرفانية للسلام الإسلامي على : kotouby.blogspot.com ..
وبهدف الحفاظ على الإنسان/المواطن كما هو واجب حكامنا ..
وإلا فالبهيمية ، والتي لن ينجو منها إلا صادقو المومنين مستقبلا وللأسف .
وبالتالي فلا أمل قد بقي لنا في تحقيق السلم العالمي إلا مهدويا ، ولفترة دنيوية عابرة كذلك ، ستليها كل علامات القيامة بعد نزول عيسى عليه السلام ، فقتله للدجال ، ثم وفاته ودفنه بضريح الرسول صلوات الله عليه بالمسجد النبوي ..
وليبقى كل الأمل في السلم الوطني وهو :
1 سلم لن يتم إجتماعيا إلا بالقضاء ما أمكن على الفقرين المادي والمعنوي وإلا فالثورات الشعبية .
2 سلم يوجب أمنا إداريا وطنيا حازما وعادلا للقضاء على كل ألوان الجرائم ، وعلى الفساد الفردي والمؤسساتي على السواء .
3 سلم يعتمد على قوة عسكرية مبدئية لا إرتزاقية فقط ، فالجنود المرتزقة دون وطنية ولا مبادئ إسلامية لا إعتماد عليهم على المدى البعيد . ولا على التحالفات العسكرية الخارجية ..
4 سلم يلزمنا ببناء العقل المسلم بكل حضارة وعالمية وبتربيته على العلوم العملية الدنيوية والأخروية على السواء ، وبتكوين فقهي عملي بعيد عن كل الثرثرات الكلامية ، أو التيارات الإسلاموية والتسلفية والعلمانوية وكل ما سواها من إرتجالات سياسوية ، وتكوينه على المنطق الشبه رياضي لا الفلسفي الزاحف بنا اليوم نحو كل ألوان العلمويات ، حتى أن الماسون يبرمجون اليوم بيننا وبكل جدية العديد ممن يدعون الحداثة العلمية بكل جهالة ، ولحد تأسيس بعضهم لتيار القرآنيين الذين ينكرون السنة جملة ، بل ويريدون نسف كل فقهياتنا الحكيمة نحو تحريف الإسلام فقهيا وعلميا وعمليا ..
ولهذا فإن بناء العقل الإسلامي الحق لن يتم دون منطق إسلامي شبه حسابي ودون علوم وفقهيات عملية للدنيا والآخرة .
5 سلم يدعو لتحصين القلب المسلم بتربيته أولا على الخشوع في الصلوات لعله يذوق حلاوة الإيمان ولذة العبادة وبرد اليقين ، ولعله يفقه ، لأن العقل في الإسلام ليس دماغيا فقط بل وقلبيا روحيا كما قال الله تعالى : لهم قلوب لا يفقهون بها . الأعراف 179 و قوله تعالى : لهم قلوب لا يعقلون بها . الحج 46 .
بل ومن أواخر معجزات هاتين الآيتين : إكتشاف خلايا في القلوب تشبه خلايا الأدمغة ..
الفقه والعقلانية القلبيين اللذين لا يمكن إكتسابهما دون علوم عملية ظاهرة وباطنة ، ولقد قعد ولله الحمد العديد من فقهائنا الأجلاء لفقه القلوب هذا تماما كما قعد أولياء التصوف لتربية الأرواح بعد أن قعد العمل الصحابي والنبوي لكل أعمال الشريعة، وبكل جلاء ..
6 سلم يلزمنا كذلك بالتربية الفنية الهادفة بعيدا عن فنون الهوى والدجل ، والتي صارت تغزو كل إعلامنا وحفلاتنا وفضاءاتنا بكل مسخ ، والتي لم تعد تشتت العقول فقط ، بل وتسكر القلوب وتعقد الأنفس وتميت الأرواح من حيث لا يشعر الشباب منا ، وحتى الشيوخ ...
7 سلم يدعو لتحصين أرواح المسلمين عبر إصلاح الزوايا كلها ، الأمر الذي لن يتم إلا بالقضاء التام على التصوف البدعي بكل قبورياته وشركياته وخلواته السحرية والشيطانية وكل شعوذاته ، وإنقاده كذلك من كل شطحاته ، وسواء منها الفلسفية التي يأمر أولياء التصوف الكمل بعدم دراستها ولا تدريسها ولا الثرثرة حولها ، لأنها أحوال فقط عابرة وليست بمقامات صوفية ثابتة عندهم ، وبالتالي فهي ليست لا حقائق فلسفية ولا عقائد فقهية ، عكس ما يحاول اليوم بعض مفكري التصوف إثباته ، ولحد تأليه الإنسان والطبيعة أو تجسيم الذات الإلهية أو تعطيل وتمثيل صفاتها ، سبحان الله ربنا عما يعتقدون ..
وكذا إنقاد المتصوفة من الشطحات الحركية التي نهى عنها كبار المتصوفة كأحمد لسان الحق رحمه الله الذي نصحنا بحكمته : لا تحاولوا أن تتمايلوا في حضرات الذكر إلا مغلوبين ، ومن ينكر هاته الشطحات الحركية فلن تأتيه ، لكن هناك أرواح خفيفة لا تقوى على الذكر ولهذا تشطح مع الشاطحين .
وليس المشكل فيمن يشطح من الصوفية مغلوبا أو مصعوقا ، لكن المشكل في التواجد الكاذب ، وللحد الذي صارت فيه معظم مجالسنا الصوفية اليوم صالات للرقص والأكل والحضرة الكاذبة ، بل ودون خشوع حتى في الصلوات ..
ولهذا ننادي عبر معهدنا القرآني للتصوف السني بضرورة تدريس التصوف كفقه قلبي عملي ، وليس للعامة ، بل التصوف فقه الخاصة ، ولا يجب تلقينه لمن لم يلتزم بالشريعة الظاهرة أولا .
أما الدعوى الصوفية بالبداية بالباطن قبل الظاهر ، فتلك هي بداية الإسلام عند فقهاء الشريعة عبر شهادة لا إله إلا الله ثم كل علوم العقيدة والإيمان أولا .
بينما التصوف السني الحق فقه إحسان وأعلى مقام ، ولا يمكن أن يناله أيا كان قبل الإسلام الفقهي كمقام ثم الإيمان العلمي العملي كثاني مقام قبل مقام الإحسان بركنيه : مقام المراقبة : (أن تعبد الله كأنك تراه) . ثم مقام التجليات : (فإن لم تكن تراه فإنه يراك) .كما جاء في حديث جبريل عليه السلام عن عمر رضي الله عنه
فلا حقيقة صوفية إذن دون شريعة سنية ودون عقيدة قرآنية كما سنشرح فيما بعد إن شاء الله تعالى ..
كما نحذر اليوم ، وعن ميدانية صوفية :من الزوايا البدعية كأبواب للإبراهيمية الجديدة بكل تصوفاتها الشركية الدخيلة كما بمدونتنا الإصلاحية : kotoub67.blogspot.com
8 سلم يلزمنا بالحفاظ على أجسامنا من كل التلوثات عبر الغسل الأسبوعي الإسلامي ووضوء الصلوات ، وتطهير البيوت والشوارع وكل الفضاءات ، لعلنا نتقي كل الجراثيم البيئية الطبيعية ، أو الإصطناعية التي إستعملتها بعض الدول وستستعملها مستقبلا العديد من الدول كأسلحة بيولوجية .. وكذا كل الروائح الكريهة والمناظر المشوهة ..
ولهذا فإن الحل ليس فقط في جمال وفي الحفاظ على البيئة بل في تحصينها من كل أنواع التلوثات الطبيعية والإصطناعية ، لعلنا نتقي العديد من الأمراض الجرثومية أو التي تغزونا من قلة نظافتها ونظافتنا ، ومن كل سوء تعاملنا الصحي ، الأمر الذي يفرض علينا البعد عن أي أكل أو شرب محرمين وعن كل أنواع التخين .. وبوعي صحي وغذائي ولو إبتدائيين .
لكن هذا وإن كان ضروريا ، فليس بكاف للحفاظ على قوة البدن ، مما يلزمنا بالرياضة كذلك ، وبكل علمية ، أو على الأقل ممارسة الإسترخاء البدني الذي له علومه ، لعلنا نحافظ على رشاقتنا ما أمكن ، ولو لم نحافظ على قوانا في الكبر... فالرياضة الإحترافية وكذا الترفيهية وإن كانتا ضروريتين للمجتمع فليستا بكافيتين لنا كمواطنين .
9 . سلم يلزمنا بالإستعداد الدائم لكل مفاجآت المنظمات النقدية والإقتصادية خصوصا - والعالمية عموما - ولكل أنواع وألوان الأزمات ، الفضيلة التي لن ننالها إلا بالتحرر من ديونها وإملاءاتها على المدى البعيد ، أو على الأقل التأكد الضروري من أمننا المائي والغدائي ، وسماكة سياستنا المالية ، عبر محاربة التضخم ، وعبر إستقرار الأجور وبالتربية على القناعة : القناعة التي لا يزال يتقوى بها العديد من مواطنينا العرب والمسلمين ، ومهما تكن الظروف ، والتي يجب إستثمارها في أية سياسة ، حتى تكون سعادة المواطن هي الهدف من أية تنمية ، لا الإشقاء المادي ..
ولهذا فالسعي للتنمية الضخمة دون كرامة الفقراء ماليا إملاء صهيوماسوني .. ومن أخطر المهددات ...
إنها الأركان التسعة اللازمة - والله أعلم - لسلمنا الوطني عربيا وإسلاميا ، ولتحصين الأوطان والعقول والقلوب والأرواح والأجسام مستقبلا إن أردنا حقا سلما إجتماعيا مستمرا ، أو على الأقل سلامتنا كمسلمين وكمواطنين .. أو على الأقل فرديا .
والسلم الوطني والفردي الذي لن يتم من دون تخليق للساسة أولا فكل الشعوب ..
الفضيلة التي لن ننالها دون إصلاحات مبدئية وشاملة ، ولكل الإدارات وكل المؤسسات ، وسواء منها الرسمية أوالمدنية أو الخاصة ، وكل الأحزاب ..
لأن :
1 من سلامة وسلام وأمن الفرد يبدأ الأمن الوطني والسلم الإجتماعي ، كقوتان أساسيتان لأي تقدم أو إستقرار.
2 بالجهاد العلمي العرفاني كما عقيدتنا سيتحقق الفتح الإسلامي القادم ..
3 بكل هذا وبالتدافع الديبلوماسي إلى جانب جهاد الطائفة المنصورة حول القدس سينبثق كل النصر المهدوي / العيساوي الخاتم .
ولهذا من العقل الإسلامي والقلب المومن سينبثق السلم الفردي ، ومنهما يجب التأسيس لكل التدافعات ..
ولهذا فالتطبيع لنا مع دويلة اليهود - إن فرض - تطبيع تدافع ، وتطبيع حكيم - إن قدر - جد حذر ، لا تطبيع إستسلام كما يمكرون .
وبالتالي فلا سلم عالمي بشلوم صهيون ، السلام الذي لن يكون إلا بالسلام والحكم المهدويين كفتح إسلامي عالمي خاتم ..
بينما السلام الحق فمن صفات جنات وسماوات الخلود .
ولهذا لم ولن يبقى أمام حكامنا إلا :
1 - الحرص على مد السلطة الفلسطينية والطائفة المنصورة بكل قوى الصمود ، ومهما تعسرت وتعقدت القضية ، لأنهما لا يدافعان عنهم وعن فلسطين فقط ، بل على كل العرب وكل المسلمين فكل الإنسانية من الزحف الصهيوماسوني العالمي الكاسح .
2 - التدافع الديبلوماسي المتدافع والحذر مع دويلة اليهود وكل ثقلها العالمي .
3 - الوعي بأن : بالتمسك بالإسلام - وبه وحده - الخلاص .
4 - اليقين بأن إقامة الإصلاحات لن تقوم إلا بإقامة الحق بالمفهوم الإسلامي .
وإلا فلا فرق سيبقى بيننا وبين اليهود ، وتماما كما نادانا وينادينا الله تعالى بقوله :
ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ؟ ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل ، فطال عليهم الأمد ، فقست قلوبهم ، وكثير منهم فاسقون . الحديد 16 .
وها قد طال علينا الأمد ، وهاهي ذي عقولنا وقلوبنا تتحجر ، وأكثرنا يفسق كما قال سبحانه وتعالى ، وكما قال الرسول صلوات الله عليه عن تقليدنا لأهل الكتاب :
لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر ، وذراعا بذراع ، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه . فقالوا : اليهود والنصارى ؟ قال الرسول صلوات الله عليه : فمن ؟ رواه الشيخان .
ولهذا فلا فرق اليوم بين العديد منا واليهود والنصارى ، ومن حيث لا يشعر الكثيرون ..
ولحد محاربة العديد منا اليوم للإسلام بدعوى التقدم العالمي ..
وبالتالي فلا إعتماد في تدافعنا المستقبلي كله ، ولا في جهادنا العلمي العرفاني : إلا على المومنين بحق .
وليس كل المسلمين وللأسف .
ولله الأمر من قبل ومن بعد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق