الأحد، 13 يونيو 2021

فاتحة سلام :

 

بإسم الله السلام الحق ، والحق السلام 

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته : 

فربنا السلام

وتحيتنا سلام

وديننا الإسلام

وجنتنا دار السلام

فهل هناك دون ديننا : الإسلام من سلام ؟

دين السلام الحق ، ودين الحق السلام . 

فنعم للسلام ..

 لكن للسلام الحق القوي سبحانه ربنا .

وكل البداية /وطنيا/ من :

1/ التعليم العلمي العملي : الإسلامي ، وفي كل الشعب .

2/ ضمان أمننا المائي والغدائي .

3/ المحاربة الإستباقية  والمستمرة للفقر والتفقير .

4/ التخليق العام : فالأخلاق قوة ، والأخلاق ثروة .

5/ السعي لتنزيل برامج عملية للعدالة الشاملة .

6/ فتح مراكز محلية للدرسات الميدانية والإصلاح العلمي .

7/ التنشئة بكل الفنون الملتزمة والهادفة  .

*********************************** 

الخميس، 10 يونيو 2021

مقدمة منهجية :

 بإسم الله العليم الخبير 

كنت كلما حاورت صديقي العصامي عبد الرزاق ، الشغوف بقراءة كلما إستجد من معارف ، وذو العقل المركب والنقدي الحاد ، والذي لا يمكن أن يؤطره مفكر أو فيلسوف ، ولا أي فقيه / عالم أو شيخ ، ومهما بلغت عبقريتهم ، بل ولا يمكن أن تسيجه مدرسة ، أو يتلمذه تيار ...

كنت كلما حاورت - حضرته الكريمة - جادلني في مدى أدبية وجمالية ومنهجية كتاباتي وهو يقارنني بالعديد من المفكرين والعلماء ، لأشير له مرارا بأن كل كتاباتي كلها ليست نقلية ، وبأنني لا أعتمد أبدا مقولة : 

(نقلنا من هنا وهنا وقلنا هذا كتابنا ) ، وبأنها كلها ولله الحمد عن فيض عرفاني :

فأنا أحيا القضايا والإشكاليات فكرا وقلبا ، بل وأرميها لا شعوريا في عقلي الباطن ، لأجد نفسي فجأة وأنا أنظم قصيدة ، أو أضع  فهرس كتاب جديد بكل أفكاره العامة ، لأترك الروح بعدها تنظم أو تنثر ما تشاء ، قبل أن أهتم بالشكل والأسلوب والجمالية ، والإستئناس العابر ببعض المراجع ..

 وبعقلية الباحث عن الحقيقة ، والموقن بالحق ، والمتدافع مع كل البواطل المعرفية ، لا قلم الأديب الشاعر ، أو فلسفة اللساني المتلاعب بالكلمات والجمل ، أو الكاتب المحترف الضارب لمال ومتعة القراء ألف حساب ..

ولهذا أسعد بالعديد من كتاباتي البعيدة عن أي تملق أو نفاق أو إرتزاق ، كما أشكر وكثيرا صديقي العزيز عبد الرزاق ، الذي كان جداله هذا محرك فكر ، ونقدا بناء جعلني أتذكر أغلى حكمة فلسفية نصحنا بها أستاذ الإيبيستيمولوجيا وقد أثقلتنا معلومات المدارس الفلسفية الغزيرة :

( لا تهتموا بمعلومات أي فيلسوف ، بل إفقهوا منهجيته ومفاتيح مدرسته ، تجدوا أنفسكم قادرين على فهمه ، بل وعلى نقده وتجاوزه ) .

ولهذا كان صديقي الكريم يتضايق - في البداية - من طريقة قراءتي ونقدي لبعض الكتب التي كان يمدني بها للإستئناس ، ومن كثافة كل كتاباتي ..

لكني أصبحت اليوم أتبنى هاته الكثافة في التأليف بل وأدعو لها كمنهجية بديلة ، لأنها - والله أعلم - هي الوحيدة التي تملك مفتاح خلاصنا من كل عورات الثرثرات الكتابية ، وعلاج شتاتنا الفكري ونحن نئن - ولو دون شعور - من ركام المعلومات الزائدة ، ومن مؤامرات التلاعب بالعقول والقلوب والأرواح - الصهيوماسونية - الماكرة ، وهي تغرقنا في المعلومات الزائدة ، لتقودنا نحو تحريف العلوم الحقة والكفر بالقيم ومسخ الإنسانية .

ولهذا كنت أنادي - ومنذ البداية - بجهادنا العلمي كمسلمين ، وبضرورة الكتابة الواجبة والضرورية فقط ، والتي لها أفكار وعلوم وأعمال جديدة ، لا الكتابات المتراكمة بالكتابة من أجل الكتابة لا غير ، والمتراكمة وكأنها شتات مزابل ..

ولهذا كان من آخر شعاراتي وأخي عبد الرزاق : ( لا للإسلام اللغوي ) ..

وتماما كما إختصاص مدرستي العرفانية للسلام الإسلامي في الفقه الحركي ،  وإختصاص معهدي القرآني للتصوف السني  في فقه العمل الصوفي ..

 وعكس تربية بعض الشيوخ الشاذة على المواجيد دون عمل ، وعكس ثرثرات جل الحركيين والسياسيين البعيدة عن الصدق في التفعيل ، وعن علمية التنزيل  ..

فقد مضى زمن البيان الفقهي والبلاغات الكلامية ، وذلك لأن قوة الماضي في بيانه وفي عرفانياته ، وفقهاء الماضي قد بينوا معظم ما يجب أن يعلم بيانا ولغة .. 

كما أن قوة الحاضر والمستقبل في البرهانيات ..

 البيان والبرهان والعرفان التي طالما إستعملتها حكومات العالم الخفية سرا وجهارا ..

بل ولا زالت تتلاعب بمعارفها لتحريفها أكثر ، ولتدجيل عقولنا ..

لكنها كانت في الماضي خادمة لليهودية الإبليسية ، بينما اليوم فكل علومها وحقائقها ومبادئها وقيمها صارت لها عدوة ، ولا تخدم المطامع الصهيوماسونية البعيدة .. ولا حتى القريبة :

ولهذا يدعو اليوم كل الإعلام الماسوني العالمي للاأخلاق وللاقيم وللاعلمية ، ولمسخ عقل الإنسان وقلبه وروحه وكل مبادئه نحو بهيمية ومسخ الإنسانية جمعاء :

والباب الأكبر لكل هذا شتات العقول كما حالنا . وترجيل المرأة وتقزيم الرجل ، وتمريد الطفولة والشباب ، والإنحلال التدريجي ، والتمزق الأسري والمجتمعي  ، والكفر التدريجي بالقيم  ، والهلع المادي كما حالنا ، والتدين السطحي كما حالنا وللأسف ..

وكذا تمكن المنظمات الصهيونية فينا وطنيا وعالميا ، نحو تفقير المسلمين وتجهيلهم وتمزيقهم ، ونحو إستعمارهم الشامل من جديد كما حالنا اليوم وللأسف ...

ثم نحو إستسلامنا الكامل بإسم سلام البواطل ..... 

وطوعا وكرها ..

وخصوصا بعد هزيمة الإسلام السياسي كأمل كبير ، وكحق منقد ، كان أول من حطمه وللأسف - وبمخططات غربية يهودية  - الإسلامويون والتسلفون .. 

وقبل علمانيينا ، وكل منظماتهم وجمعياتهم وأحزابهم المسلوبة ...

......................................................................

فمن هذا الركام من الكوارث والقضايا والإشكالات والمشاكل إنبثقت فكرة جهادنا العلمي / العرفاني ..

 ولأنادي اليوم بضرورة إنقاد الزوايا الصوفية أولا من مكائد الإبراهيمية الجديدة ، تماما كما أنادي - بتطبيب كل فكرنا الإسلامي المستقبلي - عبر منهجيتي الكثيفة ، والتي :

1 - توجز الإشكاليات باحثة عن مصادرها .

2 - تبحث عن بدائلها الإسلامية بكل واقعية وإيمان .

3 - تنزل بحوثها عمليا وبملخصات موجزة جهد المستطاع  .

4 - لا تشرح التحاليل إلا لضرورة توعوية أو عملية .

إنها المنهجية البديلة التي ننادي بها بكل عمق كمنهجية مستقبلية  في جهادنا العلمي / العرفاني .

وإلا فلا مناص لنا من آفات الثرثرات الفقهوية والثقافوية الشاردة ، ومن القبضة الصهيوماسونية علينا حتى كأفراد ، وبالتالي من كل سرطانات الصهاينة الحالية والقادمة ..

 ومن كل جنون العقل العالمي  ..

وكل هذا لعل تدافعنا الحضاري ينبثق من جديد ، وبكتابات حقا علمية ، وحقا عملية ..

فحياتنا وكل علومنا أمانات عملية ، وسنسأل عنها - غفرانك اللهم - يوم الحساب ، وعمليا :

( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ؟ وعن جسده فيما أبلاه ؟ وعن علمه ماذا عمل به ؟  وعن ماله من أين أكتسبه وفيما أنفقه ؟ ).. رواه إبن حبان والترمدي.

فالعلوم العملية العلوم العملية - وإسلاميا - يا فقهاء ويا علماء ويا مفكرين ويا باحثين ويا أساتذة ، والعلوم العملية يا طلاب ويا سياسيين ..

 فبها ووحدها الخلاص .

وإلا فلا فكاك لنا :

1 - من إسلام الإمعة الذي نهى عنه الرسول صلوات الله عليه كل المسلمين بقوله :  ( لا تكونوا إمعة ، تقولون : إن أحسن الناس أحسننا ، وإن ظلموا ظلمنا ، ولكن وطنوا أنفسكم : إن أحسن الناس أن تحسنوا ، وإن أساؤوا فلا تظلموا ) كما روى حديفة بن اليمان رضي الله عنه . وتوطين الأنفس لا يمكن أن يكون دون بناء عقل ، وتصفية قلب ، وتزكية روح وإصلاح مجتمعات ، ودون قضاء على الفقرين : المادي والمعنوي بصفة عامة .

2- من تسلط الرويبضة كعلامة من علامات آخر الزمان والقيامة كما قال رسول الله صلوات الله عليه : ( سيأتي على الناس سنوات خداعات ، يصدق فيها الكاذب ، ويكذب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة ) قيل : وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة ) كما روى أبو هريرة رضي الله عنه . 

وللأسف : إنها صفات معظم سياسيينا اليوم وطنيا وعالميا .

3 - من غرور العامة عكس ما نهى الله سبحانه وتعالى بقوله : ( فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ) لقمان 33 .

4 - من تأليه المادة والإعجاب بالرأي والأنفس كعلامة من علامات آخر الزمان ، وعكس ما نصحنا به رسول الله صلوات الله عليه في قوله : ( إذا رأيت شحا مطاعا ، وهوى متبعا ، ودنيا مؤثرة ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، فدع عنك أمر العامة ، وعليك بخاصة نفسك ) الحديث الذي حسنه الحافظ بن حجر رحمه الله . 

5 - من كل سموم زمن العلو اليهودي / العالمي الحالي ، ونحن نحيا - كما قدر الله تعالى - فترة علو بني إسرائيل ، وكما بقوله سبحانه وتعالى لهم : ( ولتعلن علوا كبيرا )  4 الإسراء .

لكن نحو بشرى قوله سبحانه وتعالى لنا : ( فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا ) الإسراء 7 . 

ولهذا نحن متفائلين بهذا العلو اليهودي لأن كل الفتح الإسلامي معه وبعده ، وما نحن اليوم إلا في زمن سيطرتهم العابرة على فلسطين والمسجد الأقصى وفترة علوهم الباطل ، نحو تحريرهما وكل العالم ولله الحمد ..

 كوعد قرآني لنا ..

فالقضية إذن قضية علو يهودي عالمي عابر ، وفتح إسلامي قادم لا ريب ، وما القضية إلا قضية تدافع ..  

بل وما المسألة إلا مسألة وقت . 

لكنها أيضا مرحلة إفساد شامل إن لم نوطن العقول والقلوب والأرواح والأجسام والمجتمعات ، وكمسلمين أولا .

وإلا فسنكون أول مسؤول عن المسخ البشري القادم ، وعن بهيمية إنسان المستقبل كما يخططون ، ومن زمان .

وتماما كما تملي بروتوكولات حكماء/ سفهاء صهيون ، وكل ما تلاها وما سيتلوها من مؤامرات ، 

وتماما كما يعترف اليهودي أوسكار ليفي : ( نحن اليهود لسنا إلا سادة العالم ومفسديه ، وجلاديه ) ..

فالقضية إذن لم تكن ولن تبقى فقط فلسطينية .

 والإسلام علميا وعمليا ، وكله ، وحده البديل . 

وبفقهياته وعلومه ومبادئه وعرفانياته وحدها كل مفاتيح الفتح .

     

الأربعاء، 9 يونيو 2021

المقدمة العامة :

 بإسم الله الولي النصير .

بعد إختلال نفسي بتشيؤات وخيالات شيطانية ، كان سببها السحر الأسود اليهودي ، والذي لم أشافيه إلا بالطب الحديث والرقى القرآنية وصدق الدعاء وكثرة الذكر ، ثم بالإسترخاء النفسي والبدني ، وكل التربية الروحية بفضل الله تعالى ..

بعد كل هذا الإختلال ، إرتأت أسرتي الكريمة هجرتي لهولندا كطالب جامعي ، ولعلني أتنفس صعداء عالم جديد ، 

وليكون أول إعجاب لي شغفي بطريقة وبمنهجية التدريس بهذا البلد ، بعد أن تسجلت بجامعة أمستردام للغات أولا حتى أكمل كل دراساتي الإقتصادية :

 فالأساتذة هناك يحاولون ما أمكن إنقاد الطالب من كل المعلومات الغير مفيدة  ، وبمنهجية بسيطة ، بل والأستاذ هناك هو المسؤول الأول عن نجاح أو سقوط الطالب ، بل وحتى عن نفسيته وحالته الإجتماعية ..                              وفي كل المستويات ..

فكنت أتلقى دروسي الجامعية وكأنني في المستوى الإبتدائي المغربي ، ولأوفق بسهولة في المستوى الثالث لغة ، لولا عودة التشيؤات السحرية التي أجبرتني على العودة للمغرب نهائيا ، بعد أن كدت أختنق بجو أمستردام الكريه ، تنفسا وفكرا وأخلاقا وأنا أتدافع مع مجتمع كله سلام ، لكن وكله إنحلال وإستلاب ورذائل  ، وخصوصا للطفولة والشباب المسلم ..

ولهذا لا يجد الهولنديون خصوصا وكل الغربيين عموما مشاكل كثيرة مع من سوى العرب والمسلمين ، ولسبب كبير هو إستلاب غيرنا الكامل بحضارتهم البراقة  ، بينما مهاجرينا ولله الحمد ورغم ثقافتهم البسيطة ، ورغم إستلابنا النسبي بهم حتى في أوطاننا ، كلما تعاملوا أكثر مع الغربيين لمسوا تميزهم الذاتي ، وإكتشفوا أكثر سمو هويتهم العربية والإسلامية  ..

ولهذا نلمس مدى سهولة إلتزام المسلمين في الغرب  .                                                                           فذاك بفضل الشعور بهذا التميز ، ولملاحظتهم الفرق بيننا والآخرين ، ثم للحرية التي كان يضمنها الغرب لدعاة وعلماء ومفكري الإسلام من قبل ، ولكل المسلمين ، وكغيرهم ...

 مما جعل مهاجرينا ورغم إبتدائية إسلامهم ، يقومون بدعوة ناجحة لإستقطاب المسلمين الجدد ، بل ويحققون فلاحا باهرا في بناء وفتح العديد من المساجد في الغرب ، وبكل العالم ...                                                                   ولحد شراء بعض الكنائس ، والتي صار معظمها دون أي نشاط ديني أو رهبان  .

ولحد نداء المفكر المهدي المنجرة : ( إذا أردتم أن يشب أولادكم حقا مسلمين فهاجروا بهم للغرب ) .                       لكنها مقولة لها ما لها ، وعليها ما عليها ، وعكس العديد من السلفيين الذين يحرمون الهجرة لمثل هاته البلدان بدعوى أنها دور كفر ..

ومما ساعد المسلمين على هذا الفتح الإسلامي الهادئ كذلك:

تكوين الإنسان الغربي وعقلانيته : فهم يدرسون بجدية كل المدارس الفكرية العالمية ، مما أكسبهم عقلانية جد سميكة ، وشغقا كبيرا في البحث عن الحقيقة ، ولحد الفضول العلمي .. 

ولهذا سيكفيك منطقا سليما لإثبات ( لا إله إلا الله محمدا رسول الله ) لهم ، أو علمية أية آية قرآنية أو أي حديث نبوي شريف ليقتنعوا بالإسلام كدين حق ..

ولهذا ستفاجأون إن أكدت لكم بأن معظم الغربيين اليوم مقتنعين بالإسلام كدين حق ولو لم يسلموا ، بل ومعظمهم  مثل وككل المسلمين الغير ملتزمين ، لا فرق ، وجل ضلالاتهم في عدم تقدير أهمية التدين ، وفي جهلهم بنا ، وللصورة المشوهة التي يقدمها بعضهم علينا وعلى كل الإسلام  ..

ولهذا لم يعد لنا مشكل مع أي باحث على الحقيقة منهم ، بقدر ما لنا مشكل مع بعض ساستهم ، وكذا العديد من المتدينين منهم ، وتماما كما نعاني من جل المتمذهبين منا والمتحزبين ، بل  ولا يعادينا منهم جهارا إلا من له علاقة عملية باليهودية وبالصهيونية المسيحية وبالعلمانوية كتيارات كبرى لكل المنظمات العالمية العلنية والخفية ، وكل اللوبيات :

وعلى رأسها كل عصابات الماسونية ، كأيادي لحكومات العالم  البوهيمية الإبليسية المتتالية لظلمنا ولإستحمارنا ولإستعمارنا من جديد ، وتماما كما سلف  .. 

وكل هذا يمكن أن تفهمه نظريا ، لكن في الغرب يمكنك الإحساس بهاته الحياة الماسونية كواقع ، بل وكبديل يريدون تعميمه على كل العالم : 

ففي هولندا : البلد التي يلقبها البعض بجنة أوروبا ، والتي يلقبون عاصمتها ( أمستردام ) بالعاصمة العالمية للمثليين ، لا يثير تعانق الرجال مع الرجال جهارا ، ولا قبلات النساء للنساء في كل الفضاءات ، ولا الممارسات الجنسية العلنية ، الكثيرين ، مما يجسد المجتمع الماسوني المنحل أخلاقيا في أشقى تسييسه ، بل والدولة الدنيوية الدنيئة في أبهى الصور :

فهولندا هي بلد اليهود الطيبين كما يقولون :                                                                                        وفعلا لهم أخلاقا إنسانية جد راقية : إذ يتعاملون بكل لباقة وإحترام ، ومع أي كان ، كما يقدسون القوانين ، بل ويرحمون حتى الحيوانات الشاردة ، كما يسعون ما أمكن لتحقيق العدالة الإجتماعية ، وتنزيل الدستور على الكل ..

مما يضفي كل ظلال السلام والأمن على مجتمعهم رغم تفشي كل أنواع المكر السياسي والإنحلال ، ولحد إعترافهم  بعصابات المخدرات ولوبيات البغاء المنظمة ، والمعترف بها رغم مقاومتهم الشرسة لكل ألوان الإجرام الأخرى ،    فبيع المخدرات كبيع الخمور عندهم مقننان ، وتباع المخدرات كالخمور في كل مقاهيهم والحانات ، وبجل الفضاءات والشوارع ، وبكل أنواعها ،.

 كما أن بغاءهم جد علني وجد ميسر ، ولحد خلق نوادي للعري وللبهيمية البشرية ... وفي أمتع صورها الدنيوية  .

فهولندا وبكل إيجاز بلد السلام والإنحلال الماسونيين بكل دقة ، وتماما كما تنادي الإبراهيمية الإبليسية الجديدة عبر وحدة التصوف فوحدة الأديان فينا ، نحو تقديسنا للهوى ، ثم القبول بالواقع وبالسيطرة اليهودية الكاملة ..                             فكل هذا مجسد وبكل جلاء في هولندا ، وتماما كما يسوس كهنة الماسون جل ساسة العالم :

إذ يدعون من يختارون بدقة لمنظماتهم فاتحين له كل أبواب النجاح والإبتهاج ومهما تكن ديانته ، وبما في ذلك بعض كبار المسلمين ، وبدعوى أن منظماتهم إيمانية ، وترفض الإلحاد ، ولا تسيس الدين ، ولك الحق أن تمارس حتى إسلامك كما تشاء ..

لكن نحو إستدراجك بالإبتهاج الزائف وبالنجاح المالي والإقتصادي أو الإشعاع والشهرة نحو اليهودية الصرفية ، ولكن كمرتبة لا ينالها إلا من تدرج معهم ، وبكل إخلاص حتى المرتبة الماسونية : 33.

إذ تلمس وأنت تعيش في هولندا سلام وإنحلال الماسونية منزلا بكل بروتوكولاته .. 

وتماما كحربها الصهيوماسونية الجاثمة على فلسطيننا الأبية ، والزاحفة نحو عالمنا العربي كله   .. 

وتماما ككل مكائدها الماكرة بنا وكل العالم .

ولهذا أجزم بأن جل أوطاننا - وإن نجت من الأطماع اليهودية ولم تدمر - فلن تكون إلا كهولندا المسالمة والمنحلة ، وستغرق - وبإسم السلام والمصالح السياسية والإقتصادية - في المتع والإنحلال وسيطرة اليهود ..

 ولن يفلت حكامنا مستقبلا - والله أعلم - من قبضة الصهاينة إلا :

 1- بذكاء ديبلوماسي محنك وحكيم

2- سياسة سلام إسلامية أكاديمية متدافعة بكل علمية  

 3-  تكوين إسلامي جاد وشامل ... أوعلى المستوى الفردي على الأقل. 

لأن قضيتنا مع اليهود ليست ولم تكن ولن تبقى فلسطينية ، بل هي قضية علو يهودي في كل الأرض ، وقضية دين إسلامي عالمي تريد الماسونية أن تأخذ كل خصائصه العالمية كإبراهيمية جديدة :

فالديانة اليهودية ديانة حصرية في بني إسرائيل ، وليست ديانة عالمية كالإسلام ، فهو دين عام وشامل ، ولكل الإنسانية . 

ومن أجل هاته العالمية ولإنسانية الإسلام كان وسيشتد الصراع :

لأن اليهودية محرفة عن حقيقتها الموسوية ، ولهذا صارت ديانة عنصرية تومن بعلو اليهودي حتى بيولوجيا ، بل وبلاإنسانية كل من سواهم من البشر ..

كما تدعي التوحيد الرباني سياسيا ، في الوقت الذي تعبد إله له كل خصائص الشيطان عمليا ، بل وتستعد للدجال الأعور كمخلص لهم وحدهم ، وكأمير للسلام العالمي بزعمهم ،

وكل هذا بعد إدعائهم قتل عيسى عليه السلام كإله للنصارى ، وتشويهم الشيطاني لحقيقة الله تعالى كإله خالق :

فهم يصفونه بكل صفات الشيطنة والضعف ، وبكل النقائص ، ولحد إدعائهم فقدانه لكل ملكه وهيمانه في الأرض كأنثى نائحة ومولولة بعد هدم الهيكل ..

سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا .

وبالتالي تسعى وستسعى اليهودية  عموما إلى :

1- نشر القبالة كفلسفة وكسحر أسود .

2 - الدعوة الخفية للإبراهيمية الإبليسية الجديدة كدين عالمي بديل عن عالمية الإسلام .

3 - السيطرة على فلسطين ، وعلى المسجد الأقصى وهدمه لبناء الهيكل كضرورة لبعثة دجالهم الأعور كملك يهودي سيحكم العالم كله - وللأبد - بالحديد والنار كما ببروتوكولاتهم .

4 - تقديم اليهود للعالم كعباقرة وكحكماء وكخبراء في كل المجالات ، بل وكآلهة صغار ، وكأبناء لله وأقارب له سبحانه وتعالى عنهم : ( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه ) سورة المائدة 18.

وقد جمعت الآية هنا اليهود والنصارى في هاته العقيدة الشركية الكبرى ، لأنه لا فرق ومنذ زمان بينهم على الحقيقة  ، بل ولا فرق اليوم بين الكنائس المسيحية وصلوات اليهود ولا معابد إبليس البوهيمية الماسونية ، فكلهم يومنون بالكتب المحرفة جميعها ، وبكل كتب السحر الشيطانية ، وكل العقائد الضالة  .. ومع بعض الإستثناء طبعا .

بل وما دياناتهم جميعا - ومنذ بدأ التحريف - إلا ديانات غضب رباني وضلال ، وديانات وضعية رغم سماويتها ، بل وإلههم المقدس والمعبود حصريا هو إبليس شخصيا ، ثم الدجال الأعور - كإله قدير  قدرة إبليس - بزعمهم لعنات الله التامات عليهم ، ولهذا لعنهم حتى رسلهم عليهم السلام : ( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم ، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ) المائدة 78  .

ولهذا فالعصيان والإعتداء والعداوة والبغضاء جبلة فيهم ...

 بل ومن عقائدهم الكبرى : أن أكبر السبل للتقرب من الله الخالق سبحانه تتجلى في عصيانه وفي التمرد عليه ، وبهذا لا زالوا يتعبدون . بعد أن صاروا أعداء لله وللمومنين ولكل الناس ، فنهانا الله عن ولايتهم رغم لباقة نفاقهم كما بقوله تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ) الممتحنة 1 ، وكما بنهيه سبحانه لنا : ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) البقرة 120.

ولهذا فالعالم لا ينحو اليوم ولن ينحو نحو السلام الحق ، بل نحو سلام الضلال والإنحلال والمسخ والظلم والبهيمية ..

 ونحو علو دويلة اليهود الواهية، وتحقيق بعض - لا كل - بروتوكولاتهم ومؤامراتهم ..

بل ونحو فرض سلامهم الحربي والعنصري :

إذ تدعو ديانتهم وكل سياساتهم وكتبهم - وجهارا اليوم - لسلامهم وحدهم كشعب لله مختار ..

 لا السلام العالمي/الإنساني  الذي يرفعونه اليوم كسلاح ضدنا ، وفي كل المنظمات والمحافل .

بل ولا يعني السلام عندهم إلا تأليههم وعبادتهم وسيطرتهم على كل العالم ، وبكل خيراته وسياساته ..

بل ومن عقائدهم أن الإله الحق إله لهم وحدهم دون العالمين ، وبأنه إله الحرب والقوة ، ومصدر كل الشرور ..

وبالتالي ففرق بين سلام الحرب الذي يريدون فرضه بكل الضلالات والمكائد والمظالم والحروب ..وبما نعلم وما لا نعلم ..

وبين سلامنا الحق والإنساني / العادل والمنشوذ .

مما يفرض علينا حرب سلام ضد سلام الحرب اليهودي هذا ، والذي نعني به :

التدافع الديبلوماسي من أجل السلام الحق ونحو الفتح الإسلامي القادم لا شك  ، وعلى كل المستويات . 

وبالتالي فإن القضية ليست فلسطينية يهودية كما يقزمها سياسيونا ، ولا إسلامية يهودية فقط كما هي قناعتنا ، بل هي حرب يهودية إبليسية شاملة ، 

وضد الإنسانية جمعاء .

ولكن تدافعنا الديبلوماسي هذا لا يلغي أية مقاومة جهادية ، لأن صمودها مبشر به نبويا ، بل وإنتصارها مهدويا هو النصر الخاتم ، كما قال الرسول صلوات الله عليه : 

(لا تزال طائفة من أمتي على الحق ، ظاهرين على من ناوأهم ، وهم كالإناء بين الأكلة ، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ، قلنا يا رسول الله : وأين هم ؟ قال :بأكناف بيت المقدس ) أخرجه الطبري . 

وهذا الأمر الإلهي لنا نبأ عظيم قال عنه الله تعالى في أول آية من سورة النحل : ( أتى أمر الله فلا تستعجلوه ..):

 و(أتى) هنا بمعنى أن ( نزوله القدري قد إبتدأ )، ومنذ زمن البعثة ..

 لكنه أمرنا كذلك بعدم إستعجاله ، لأن تحقيقه وبكل بساطة يعني بداية الآخرة كما بشر الله تعالى مقاومينا بقوله في بداية سورة الإسراء :   

 (فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة ) الإسراء 7 .

فالقضية اليهودية إذن ليست قضية فلسطينية فقط ، بل قضية كونية ، وقضية آخرة على اليهود في فلسطين ..

ولهذا ستكون حربنا معهم من العلامات الكبرى للقيامة ، بل ونصرنا القتالي القادم عليهم يعني بداية النهاية لهم ، ثم لكل العالم ..

 وتماما كما قال الرسول صلوات الله عليه : ( لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يقول كل حجر وراءه يهودي : تعالى يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله ) رواه البخاري  وزاد الإمام مسلم رضي الله عنهما : والشجر .. إلا شجر الغرقد  ..

ولهذا سنتدافع بجهادنا العلمي / العرفاني وعلى كل الواجهات نحو سلامنا الحق ، وتماما ككل إخواننا المجاهدين بصدق ، وبكل يقين نحو فتحنا الإسلامي القادم ..

وسلاما أولا ، ثم حربا بمقاومة الطائفة المنصورة نحو بعثة المهدي ونزول عيسى عليهما السلام كبداية لتتالي كل العلامات الكبرى للقيامة كما أنبأنا رسول الله صلوات الله التامات عليه وسلامه  . 

ولهذا نبشر في كتابنا هذا بالفتح الإسلامي القادم - وبالسلام الديبلوماسي كوسيلة - نحو السلام الحق ..

والذي سيكون النصر القتالي فيه نهاية لا بداية.

 ولله الحمد على كل حال .

فهرس سلامنا الحق :

مقدمة منهجية    

مقدمة عامة 

بين السلام الديبلوماسي والسلام الحق 

القضية لم تكن ولن تبقى فقط فلسطينية 

ومنذ البدء خسر إبليس

الإبراهيمية الجديدة وتحريف الإسلام

إستحالة الإبليسية اليهودية كبديل عالمي

علاقة اللأنبياء والأولياء بعالم الجن 

الحرب الإبليسية الماسونية 

جهادنا العرفاني ونصرنا الصوفي 

الفتح الإسلامي القادم

إصلاحنا الصوفي الشامل

    خاتمة عملية أولى .

 ولن ترضى عنك

اليهود ولا النصارى

حتى تتبع ملتهم.

                   صدق الله العظيم .                    

بين السلام الديبلوماسي والأمن الوطني والسلام الحق :

 وأنا أحاور أحد الإسلاميين الرافض لأي تطبيع مع الدويلة اليهودية ، والذي غالبا ما يتضايق بكثافة كتاباتي وأفكاري ، أسرعت توا لكتابة بعض شعاراتي الكبرى على الفايسبوك :

1 السياسة اليوم من العلوم العملية المعقدة ، ولم ولن يبقى مجال فيها للإرتجال .

2 السياسة الحقة ليست بحاجة لآراء العامة ، بل للحكمة العلمية ولأكاديمية الخبراء  .

3 التطبيع مع إسرائيل لا يعني الإستسلام لهم ولا السلام الكامل معهم  .

لكن صديقي الأديب والمفكر كان مصرا على تخوين كل من يحاول التطبيع مع اليهود ، وبكل ثورة ، ولحد إسراعه في خلق صفحة فيسبوكية للثورة ضد التطبيع ، وللنداء بتوقيعات تنادي بنسفه بالكامل ، كصفحات العديد من الإسلاميين خاصة ، وبعض المسلمين عامة ..

ومن هذا المنطلق وأنا أحيا هاته الإشكالية منذ علاقة ياسر عرفات رحمه الله تعالى الأولى مع اليهود ، ومنذ الإتفاقيات الفلسطينية اليهودية الأولى للسلام ، وما تلاها من شبه نجاحات سياسية ، ومن إخفاقات كاملة ، وأنا معقد بجهاد أطفال الحجارة ..

وكمحب لهم بكل جنون ، وبكل أسى عليهم ، وعلى ما آلت إليه الأمة كما قال أستاذي في القسم الثاني إبتدائي : 

من العار أن تنتصر دويلة بضعة ملايين من  اليهود على أمة أكثر من مليار مسلم ..

وليبقى حلمي ومنذ الطفولة السعي لنصرة المسلمين ، ولحد حلمي في الصغر بصنع طائرات حربية عند الكبر ..

الحلم الذي تغير رويدا وأنا أحلم بالجهاد في فلسطين.. 

ثم في أفغانستان ، وبعض المجاهدين الأفغان يصفع كل نفسيتي بقوله ، بعد أن أراد أحد المسؤولين إيقاف محاضرته بدعوى أذان الله أكبر ، ليجيبنا جميعا ، وبكل هدوء :

 لن تفهموا معنى الله أكبر هاته ، والتي ترددونها مرارا حتى تجاهدوا بها ، ففي جهادنا كأفغان يكفينا أحيانا الجهر بالتكبير زاحفين على العدو الروسي ، ليفر تاركا لنا كل عتاده الثقيل ..

قبل أن يتغير كل هذا الرجاء الحماسي لندائي بجهاد السلام ، وبجهادي العلمي والعرفاني ، وخصوصا وانا أرى بعض دولنا تدمر تقريبا كلها بالحروب الأهلية ، بل وأتعقد من أي حرب معاصرة أو مستقبلية ، وأنا أرى أخيرا مقاومة غزة الأبية تقصف إسرائيل بآلاف الصواريخ الشاردة ، وإسرائيل تركز عملياتها الجوية بكل هدوء لتهدم ما تشاء من عمران فلسطيني ،.. وقاتلة للشيوخ والنساء والأطفال لإستعصاء رجال المقاومة الفلسطينية الأبية عليها ..

ولينهض بعدها ومرة أخرى السعار الشعبوي المنادي بتخوين السلطة الفلسطينية المهزومة وللأسف في نضالها السياسي لحد الآن ، لكن هذا لا يعني أن منظمة فتح وكل مجاهديها خونة كما يقذفها الكثيرون..

 ففتح بدورها بدأت مقاومتها بالسلاح كحماس والجهاد الإسلامي ، لكن التاريخ علمنا بأن المقاومة المسلحة وحدها غير كافية ، ولا بد من سياسات سلام معها ..

المبدأ الذي أسعدني وأنا اتتبع عرفات رحمه الله تعالى وهو يحمل البندقية في يد ، وغصن الزيتون كرمز للسلام في اليد الأخرى .

واليهود يعلمون مدى خطورة رجل حرب وسلام كعرفات ، ولهذا أسرعوا بتطويقه سياسيا ، وإفشال كل إتفاقيات سلامه ، فكل مساعي منظمة فتح للتحرير ، ثم قتله ، ليأتي عباس وفلسطين وكل سياسات السلام مطوقة ، بل وليطوقه الصهاينة حتى غرفة نومه ، وكل الضفة الغربية ..

 ولحد توقيعه إتفاقات أمن مع دويلة اليهود ، وهنا كفر نسبيا بالمقاومة الجهادية التي لا حق له في نسفها ، ولا في التضييق على مجاهديها ..

لكن غرقه في السياسات العالمية ووعيه بتفاصيل القضية الفلسطنية كرئيس سلطة ، وحنكة المؤامرات العدوة أفقدته بعض الحكمة وهو مطوق بحرب إقتصادية رهيبة ، جعلت فلسطين اليوم تتسول المساعدات حتى من الأعداء ..

وبالتالي فإن القضية الفلسطينية جد معقدة ، ولا تكفيها المواقف السياسية وحدها ، ولا المقاومة الجهادية وحدها ، بل سياسة رجل حرب وسلم معا جديد ، وجد محنك ، ويومن بالسلام والمقاومة معا ، لجمع شتات الفلسطينيين بكل ديبلوماسية ، ودون نسف لذرة من المقاومة ..

لأنه ودون جهاد إسلامي دائم لا إستمرار لا للسلطة الفلسطينية ولا لفلسطين ولا للفلسطينيين كشعب ، لأن نفسية اليهود متعطشة للدماء الفلسطينية والعربية ، بل وهم يعلنون ومنذ النكبة الفلسطينية العربية حرب إبادة على كل الشعب الفلسطيني كبداية نحو كل العرب فكل المسلمين كما يتوهمون .. 

ولهذا فلا إستمرار للمقاومة دون سلطة سياسية حكيمة ، كما لا إستمرار للسلطة ولا لفلسطين دون مقاومة ..

بل وإن أول من بدأ التطبيع مضطرا مع دويلة اليهود هم الفلسطينيون ، ومنهم نأخذ درس : خيانة اليهود حتى لإتفاقيات التطبيع الذي سيقومون بها مع أية دولة عربية أو إسلامية.. كما خانوا ولا زالوا يخونون كل عهودهم مع الفلسطيننين والعديد من الدول ، وتماما كما قال تعالى : أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم ؟ البقرة 100.

وهذا لأن التطبيع بالنسبة لهم فقط تكتيكا سياسيا وظرفيا لإختراق كل المجتمعات المطبعة سياسيا وإجتماعيا وإقتصاديا وثقافيا وفنيا وتعليميا .. ثم في كل المجالات ، ونحو تدميرها الكلي مستقبلا كلما تحضرت كما يملي بروتوكولهم الصهيوني : سنهدم أقوى دولة عربية/ إسلامية فأقوى دولة ثم أقوى دولة .

ولهذا فإن القضية الفلسطينية فقط مشعل حرب يهودية عالمية علينا ، وليست قتالية فقط ، بل حرب كاسحة بكل العالم وفي كل المجالات ، وماسخة للإنسان ، وعلى كل المستويات .

ولهذا فإنها - كالتطبيع بالنسبة لي - من القضايا السياسية الشائكة ، وبإستمرار ، بل وعلى الدوام ، ولا بد فيهما معا من يقظة عربية إسلامية جد حذرة ، يل وهما من الإشكاليات العلمية والمستقبلية الكبرى ، والتي أثمر فيضي العرفاني فيهما ضرورة التفريق :

بين السلام السياسي والديبلوماسي وبين السلام الحق أولا ..

وبين شلوم اليهود وسلام الإسلام ثانيا :

فبالنسبة لليهود لا يعني السلام إلا شلوم بني إسرائيل ، وسلامتهم لوحدهم ، والذي لا تحقيق له في كل عقائدهم إلا بدويلة كاملة لهم ، ومن النيل للفرات على الأقل ، وبسيطرة كاملة على كل سياسات وخيرات العالم ..

 وبكل إستعباد للناس بعد ظهور دجالهم الأعور كمخلص غيبي لهم ، وكأمير للسلام العالمي بزعمهم . وبهم كشعب مقدس ومختار من الله تعالى ، وكعرق مميز ، وجد متعال  .

بينما سلام الإسلام : قرآن كريم أولا وحديث نبوي شريف ثانيا ، ثم فقهيات وعلوم حقة وعرفانيات ..

ولا تدعوا المسلمين أبدا - ورغم عالمية الإسلام - لا للسيطرة على العالم إنطلاقا من المسجد الأقصى رغم مركزيته العالمية المستقبليته ، ولا لسمو المسلمين عن غيرهم ، بل سلام يدعو لسلامة الناس أجمعين ، ولا ينادي للجهاد إلا دفاعا كما يثبت هذا جهاد الرسول صلوات الله عليه في كل سيرته ، وبعده الخلفاء الراشدون ، ثم بعدهم جل دول الخلافة الإسلامية  ..

بل ولم يأت كل الفتح الإسلامي ، ومن المشرق حتى بعض دول الشمال وحتى الغرب الإسلامي والأندلس إلا دفاعا إستباقيا ، إنطلاقا من تهديدات الروم والفرس الذين كانوا يريدون إجتثات كل الإسلام من الأرض وكل المسلمين ، وبعدهم المغول ، والذين أسلم الكثير منهم لا لغلبة المسلمين ، بل لأنهم وجدوا في الإسلام بكل إيجاز كل إنسانية الإنسان المتعالية عن كل توحش أو بهيمية .. 

وكالعديد من الشعوب من قبل ومن بعد .

ولهذا فنحن أمام سلامين :

سلام يهودي يستوحش الإنسان ويستبهمه ويستحمره نحو إستعباده لليهود وللدجال الأعور .

وسلام إنساني يريد من الإنسان خلاصه الفردي أولا عبر حفاظه عن نفسه أولا بالإسلام ، والذي ما هو في الحقيقة إلا تربية فردية أولا للحفاظ على عقلانية العقل وصفاء القلب وشفافية الروح وطهارة الجسم ، وحسن المعاملة للنفس عموما، ومع أي كان ..

 وقبل أن يكون نظاما إجتماعيا كاملا .. 

ثم مذهبية عالمية ، سيسعد بها كل العالم ، والمهدي عليه السلام يقضي على كل هذا العلو اليهودي ، بعد نزول عيسى عليه السلام وقتله للدجال الأعور ..

الجهاد العيساوي المهدوي الذي سيمحو مملكة الدجل الصهيونية هاته ، وكل الإفساد اليهودي بالأرض . وللأبد .

ولهذا أنا موقن بالنصر الإسلامي الخاتم هذا ، وما القضية إلا قضية صبر جميل ، ومسألة وقت لا غير .

ولهذا لا يتضايق العديد من المسلمين اليوم بسقوط الخلافة الإسلامية ، والتي تهاوت بالمؤامرات الصهيوماسونية اليهودية كما يشهد بذاك حتى التاريخ المحرف .. 

كما لا أتضايق اليوم بعدم التماسك السياسي لدولنا العربية والإسلامية ، وذلك لأن أمان وسلامة بل وكل سلام المسلم الحق مستقبلا في باطنه المطمئن إن كان من الذاكرين : ألا بذكر الله تطمئن القلوب . الرعد 28 .

وليس في علوه وسيطرته على الآخرين كما تملي الصهيونية العالمية ، وكما يتربى اليهود ..

بل ورحمة الله تعالى في الإسلام محرمة على كل متكبر يسعى لأي علو في الأرض :

كما قال تعالى :.. ورحمتي وسعت كل شيء ، فسأكتبها للذين يتقون . الأعراف 156 .

وكما قال تعالى : تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين . القصص 83.

ولهذا حرمت الجنة على كل متكبر كما قال رسول الله صلوات الله عليه : لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر . كما روى الإمام  مسلم رضي الله عنه .

ولهذا فإن التكبر على الناس كأي يهودي ، والسعي للعلو في الأرض كما يسعى اليهود من كبائر سيئاتنا كمسلمين .

ولهذا يتصادم شلوم صهيون وسلام الله في الأرض الذي يدعو له الإسلام :

إذ السلام في الإسلام صفة من صفات الله تعالى الحسنى ، وإسم له أعلى ، والسلام تحيتنا كمسلمين ، بل ودار السلام من أعلى جنان الفردوس في عقيدتنا .. فكيف يمكن تحقيق السلام بعداوة الإسلام والمسلمين ..؟ ودون قرآن الإسلام وسنة نبيه صلوات الله عليه ؟ ومن دون علومه وفقهياته وعرفانياته الحقة ؟

ولهذا فلن يكتمل سلامنا الحق والسامي إلا في هذا الخلود ..

بل ولا نجد في تعاليم الله تعالى ، أو أوامر الرسول صلوات الله تعالى دعوة لفرض سلامنا الحق والعادل هذا عالميا ، لأن ذلك يدعو مباشرة لفرض الإسلام ، والذي لا يمكن تحقيق السلم بالأرض دون حكمه عالميا ..

الأمر الذي نهانا الله عليه بقوله : لا إكراه في الدين . البقرة 256 . 

بل ونهى عنه حتى الرسول صلى الله عليه وسلم وبالتالي كل المسلمين كما بقوله : أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مومنين ؟ . يونس 99 .

ولهذا كان النداء بحاكمية الله في الأرض أمرا قرآنيا ، لكن دون إكراه ، ومنذ ما بعد فترة الخلافة ، لأن أول ما رفع من الإسلام الحكم بما أنزل الله تعالى كما قال الرسول صلوات الله عليه : لتنقض عرى الإسلام عروة عروة ، فكلما إنتقضت عروة تشبت الناس بالتي تليها ، وأول نقضها الحكم ، وآخرها الصلاة .. رواه أحمد .

ولهذا لم يبق الحكم بما أنزل الله فرضا في إقامة الإسلام الشمولي ، ومنذ بداية العهد الأموي .. 

بل ومن قبل كما يروى عن العهد العمري العادل :

أن بعض الأعراب أتوا شاكين إلى عمر رضي الله عليه فقال أكبرهم :  لقد كان الإسلام كاملا في عهد الرسول صلوات الله عليه ، و نقص قليلا في عهد أبي بكر رضي الله عليه ثم أكثر في عهدك ...

وهي نصيحة يمكن أن يقبل بها كل أمير عادل ، لكن عمر رضي الله عنه ثار في وجههم وهو يسأل كبيرهم :

أأنت كفرد تطبق الإسلام كاملا على نفسك ؟ فأجاب : لا يا أمير المومنين .

فقال له عمر : أنت لم تستطع تطبيق الإسلام حتى على يديك ورجليك وجسمك ، فكيف تطلب ذاك مني على كل الأمة ؟

القصة التي تحذرنا من الإسلام الأعرابي : والذي أعني به التموقف بالإسلام دون فقه ولا علم ، كما حالنا اليوم مع داعش كعصابة صهيوإسلاموية قيادة ، ومهما جهل العديد من أتباعها ذلك ..

ولذاك نرى كل العقد الإبليسية الحربية مجسدة في هاته العصابة الجهادوية : ومن السرقة حتى إغتصاب قادتها نسائها وأطفالها ، حتى التنكيل بجثث جل قتلاها ، والذين هم من المسلمين وللأسف ..

ولهذا فإن اليهود واعون ، وأكثر من غيرهم في أن قوة المسلمين اليوم ، وأن قوة الدول الإسلامية ، ورغم كل نقائصها ، في إسلامها وسلامها ولو لم يكونا كاملين، ولهذا يسعون - وعلى الدوام - لخلق الحروب الأهلية بيننا ، ولزرع النعرات الإنفصالية بيننا ..كأعتى مؤامراتهم ضدنا ، وبكل العصابات الإجرامية والإسلاموية والتسلفية وكل مدعي القبليات العرقية .. وغيرهم من الخونة والجاهلين ..

وذاك لأنهم كما قال أحد الحكماء : اليهود كالضفادع لا يعيشون إلا في الماء العكر .

ولهذا يسعون لإذكاء نيران الحروب على الدوام بيننا وفي كل العالم ، ولأنهم تجار أسلحة أولا ..

 ولكن سيضل كيدهم  ، وتماما كما قال الله سبحانه وتعالى عنهم : كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا . المائدة 64 . 

وذاك لأن المسلم الحق كلما توفرت له ظروف العيش الكريم والآمن كلما تحرر من العديد من العقد الدنيوية ما تمسك ولو فقط  بفرائض الإسلام مجتنبا كبائره ، ومصرا على التوبة .. 

وإذا ما إستطاع المسلمون أن يحققوا ولو جزئيا مجتمع التوبة ، ولو فرديا ، كلما صارت سياساتهم إصلاحية ، ولو جزئيا .. والكمال لله ...

الأمر الذي يهدد كل العلو اليهودي الغاشم في كل الأرض ، والذي لا يقف أمامه اليوم إلا الإسلام كدين أولا ، ثم صادقي المومنين ، وليس كل المسلمين وللأسف  ، فبعض أحرار العالم ..

فتعاليم الإسلام ولو في أوامرها الفردية تعرقل أي إرتفاع مستقبلي كامل لليهود ، ولهذا - من زمان - واليهود وبكل تياراتهم الخفية والعلنية يحاربون القرآن قبل المسلمين ..

وتماما كما أمر كاهنهم زويمر في أحد المؤتمرات بتمزيق القرآن ، فأخذ أحد الصهاينة القرآن ومزقه أمامه ، ليجيبه : بل يجب تمزيقه من صدور المسلمين ..

وذاك لأن القرآن الكريم يكشف اليهود كشفا يستحيل معه الإغترار بهم : بل ولحد نهي الله تعالى لنا عن ولايتنا لهم كأعداء لنا وله سبحانه كما بقوله تعالى :  يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة ، وقد كفروا بما جاءكم من الحق . الممتحنة 1.

الآية التي تنهانا عن ولايتهم وعن مودتهم لكفرهم بالحق ، إلا أن نتقي منهم تقاة كما يشير قوله تعالى : لا يتخذ المومنون الكافرين أولياء من دون المومنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير .آل عمران 28.

والآية تجيز لنا ولايتهم ما إضطررنا لذلك ، لكن بشرط الإحتياط منهم جهد الطاقة ، وذلك لكيدهم الكبير والمستمر كما بقوله تعالى : ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين . الأنفال 30.

الآيات التي تؤسس لسلامنا الديبلوماسي كضرورة اليوم ، والتي تدعونا للسلام النسبي والسياسي معهم ، دون جناحنا لدعوات سلمهم العالمي الماكر ، فالله تعالى يقول سبحانه : وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله .  الأنفال 61.

لكن شروط هذا غير متوفرة اليوم : لأنهم حاليا أقوياء عدة وعتادا ، وأكثر نفيرا كما بقوله تعالى لهم عن مرحلتنا الحالية : ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا . الإسراء 6

ولن يجنحوا للسلم لنجنح لسلمهم بالكامل كما أمر القرآن النبي صلوات الله عليه ..

 فهم يتمردون علينا في كل القضايا ، وحتى في دفع الجزية كمواطنين بيننا لصيانة كرامتهم الواجبة علينا مواطنة ، ولذلك فهم ليسوا أهل ذمة بيننا بالمفهوم الشرعي ..

لكن سياسيا نحن مضطرون ومهما أبينا - وبمؤامرت متتالية - حتى للتنازل عن شروطنا عليهم وطنيا ، بل ويسعون اليوم لإبعاد تلامذتنا وطلابنا عن كل حقائق الإسلام ، ولحد تدخلهم في تدريسنا الديني يهوديا ، وسرا وجهارا ..

وذاك لوعيهم الكبير بأن قوتنا الإسلامية تكمن في الوعي بالقرآن الكريم ..

ولهذا لا بد من دراسات مستجدة ودائمة عنهم وعن نفسياتهم العدوانية في القرآن الكريم قبل أية مراجع ، وتوظيفها في مقاومتنا وسلمنا معهم ، وعلى الدوام ..

فلقد درسوا تاريخنا ، بل ولا زالوا وكل الغرب يخترقوننا حتى بدراسات نفسية وسوسيوإقتصادية ، بل ودرسوا كل ما في القرآن الكريم كما بقوله تعالى : ودرسوا ما فيه . الأعراف 169.

بل ولقد وظفوا كل دراساتهم وحتى النفسية لنا  ، وكل دراساتهم القرآنية ليخترقونا كليا ، وعن علم ، لا عن جهالة ..

وعكسنا تماما ، ونحن نتعامل معهم واقعيا فقط ، وخطوة خطوة ..

ولهذا يحتقروننا ، وقمة وقاعدة ، ومهما نافقونا ، بل وتكبرهم هذا جعلهم وسيجعلهم لا يلتفتون لكل مشاريعنا المتدافعة ضدهم ، ليقينهم بإستحالة عبقرية ولو رجل واحد من المسلمين كما ببروتوكولاتهم . 

 ولذاك تجد معظمنا اليوم مسلمين سنة لا قرآنا ، وتماما كما إستدرجونا ، وجل علمائنا ووعاظنا اليوم يدعون للحديث النبوي كإمام للقرآن الكريم ، عاكسين كل المنهج النبوي ، وبدعوى أنه المنهج النبوي ، والذي القرآن فيه إمام للسنة لا العكس كما حالنا اليوم وللأسف ...

ولهذا نعاني اليوم من شتات العقل المسلم ن بل وحيرة العقل الفقهي ، الآفتان اللتان لا يمكن أن نطببهما إلا :

1 بوجوب فهمنا للقرآن الكريم لغويا كبداية نحو كل علومه وأسراره علميا وعمليا ما إستطعنا : لأن القرآن الكريم نزل بلغة الصحابة ، والذين كانوا يفهمونه جبلة ودون تفسير ، بل فقط بتنزيله السني العملي من رسول الله صلوات الله عليه ، والذي كان خلقه القرآن كما قالت عائشة .

وبالتالي فلقد كان قرآنا يمشي بين الناس وعلى الأرض . ولا إتباع له بالتالي دون دراسة عملية للقرآن الكريم كإمام ثم السنة الشريفة كمأمومة جهد المستطاع لا العكس ، ثم لكل أقواله وأفعاله وتقاريره وأحواله كقرآن مجسم صلوات الله عليه  . 

2 التحرر من كل الثرثرات الفقهوية وشهوات الكلام ، بل يجب الدعوة لكل السنة كأعمال أولا ، ثم دراسة الحديث النبوي وتحليله بكل إيجاز كما ننادي بمنهجيتنا الكثيفة . مما يلزمنا بفهرس عملي موجز  لكل الفقه الإسلامي التراثي ، كمهمة مستقبلية لفقهائنا الأجلاء .

وإلا فلا فكاك لنا من جهلنا الكبير بالقرآن الكريم ككتاب تعاليم فردية وإجتماعية ومجتمعاتية وعالمية علمية وفقهية وعملية، وككتاب تعاليم إشارية للعديد من العلوم الحالية ، بل والتي لم تكتشف بعد ، ولحد قول أحد علمائنا المستقبليين :

سيكون العلماء مستقبلا مضطرين للعودة للقرآن الكريم حتى في تحليل بعض العمليات الحسابية .

فالقرآن الكريم إذن ليس كتاب ماضي وتبرك كما يفهمنا العديدون ، بل هو علوم عملية وبيانات إشارية ، وفي العديد من المجالات ، بل وبيان إجمالي لكل شيء كما بقوله تعالى : ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء .النحل 89

وبالتالي فهو كتاب عمران وحضارة شاملة ، بل وكتاب تدافع كوني ، وفي العالمين معا : عالم الإنس ، وعالم الجن ..

بل وكتاب تشريف لكل الملائكة عليهم السلام ..

ولهذا تجدنا واليهود نتدافع على كل المستويات ، ولحد إستعانتهم بالشياطين والجن كسحرة ..

وليكون بذلك جهادنا العرفاني أيضا جهادا حتى ضد يهود الجن وشياطينهم كما عشت ذلك وهم يكتسحونني بسحر أسود خانق ، كما سألخص إن شاء الله تعالى ذاك في شرح جهادنا العرفاني ..

ولهذا فإنا نعني بسلامنا العرفاني :

1 التدافع للسلام الكلي للمومنين - وبالمومنين جنا وإنسا - في عالم الجن ، 

2 التدافع الديبلوماسي بعالم الإنس :والذي نعني به إضطرارنا القادم للتطبيع النسبي مع دويلة اليهود ، لأنهم سيحشرون علينا العديد من الدول مستقبلا ، ولأنهم دوما عجزة عن الإعتماد على أنفسهم كما قال تعالى : ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس .آل عمران 113 وكما تؤكد ذلك بروتوكولاتهم الصهيونية عبر إشعالهم لحرب عالمية مستقبلية كاسحة ضدنا كمسلمين ما كشفت مؤامراتهم  ..

فهم أذلة بكل معاني الذلة قرآنيا إلا بمعونة الله المستمرة لهم منذ موسى عليه السلام ، ثم بمعونة جل دول العالم لهم اليوم ..وسرا وجهرا ..

بل ورغم علوهم اليوم يعيشون في العالم كأنهم قبيلة أعرابية ، عدوهم كل جيرانهم ، وإذا ما إنتصروا ظلموا ، وإذا ما هزموا صغروا،  ولحد السجود للمنتصر عليهم ولمن لهم فيه أي مطمع ..

ولذلك سنضطر للسلام الديبلوماسي معهم مستقبلا وذاك :

لشتاتنا كأمة ،

 ولإختراقهم لنا إجتماعيا وسياسيا وإقتصاديا... بل وحتى فرديا ، 

ولتمكنهم التدريجي منا عبر المنظمات العالمية وكل الدول الكبرى .

ولكن إن فرضنا السلام العرفاني مع يهود الجن وكل الشياطين في عوالم الجن ، فمنتصرين ولله الحمد لا مسالمين سلام المضطر كما في عالم الإنس :

إذ هناك توازن كوني بديع لمسته وأنا في جذب روحي كامل :

فبقدر إنتصار الكفار على المسلمين في عالم الإنس ، صار وسيكون إنتصار المومنين  بعوالم الجن ، بل ومومنو الجن يستعدون كجيوش للمهدي عليه السلام يقينا وكشفا ولله الحمد .

ولهذا من الواجب علينا إتخاذ التطبيع المستقبلي كتدافع ديبلوماسي فقط ، وكسلام جد فطن وجد حكيم  بل وجد لبق ، وأكثر من حذر  ..

والذي لن يكون ناجحا ما لم يكن أكاديميا وعلميا ومتدافعا بحق ، وموظفا لكل دراساتنا القرآنية والسنية عنهم ..

وما لم تكن تربيتنا المستقبلية حقا إنسانية ، ومحافظة إسلاميا على إنسانية الإنسان ، وبكل إنسانية ..

الأمر الذي لن يتم إلا بالإستعداد لتحدي الصهينة العالمية القادمة ، والتي لا تمكن لها فينا فرديا كمومنين ، ومهما تمكنت من دولنا الإسلامية وسياسيينا ، وما حافظنا على إلتزامنا بكل إيمان  ..

ولهذا سنكون مستقبلا أمام سلامين كذلك :

1 سلام بهيمي وحشي ماسخ للإنسان بكل الدجل الإبليسي اليهودي المكتسح اليوم لنا ولكل العالم وللأسف .

2 سلام إنساني رباني سيسعد المومنين حقا مستقبلا ، وأقول المومنين لا كل المسلمين ، لأن الإسلام الشكلي لن ينقدنا وللأسف مستقبلا من هذا المسخ ، بل وعند إكتمال العلو اليهودي المقدر ستجد المومنين كلهم ولا أقول المسلمين في أوج سعادتهم القلبية والروحية رغم تمكن الفساد اليهودي من العالم .. وعلى كل المستويات ، وفي شتى المجالات  ..

وذاك لأن السعادة المالية - كغرور يهودي - ستكون مستقبلا جد ميسرة للجميع : كما قال الرسول صلوات الله عليه : ... فوالله ما الفقر أخشى عليكم .رواه البخاري . وكما قال رسول الله صلوات الله عليه : لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال فيفيض. كما روى البخاري .

وقد بدأ هذا الزمان بكل فيضاناته المالية الغرب صهيوماسونية ، بل وها نحن نرى وجليا مدى الشقاوة التي يعيشها العديد من الأغنياء بيننا وفي الغرب ، وذلك نتيجة الفراغ الروحي ، والجمود القلبي ، والكدر الدنيوي الذي لن ينجو منه مستقبلا إلا صادقو المومنين ..

بل ودون إيمان عميق : لن يعقد الشقاء القادم ذوي المال فقط ، بل وكل أهل السلطة ، وسيكون أسعد الناس الغير مختلط بالناس إلا لضرورة ، وإلا فالشتات العقلي ، والكدر القلبي ، والجحيم الروحي ، التي تريد الصهيوماسونية إصطيادنا نحوها .. وبكل المؤامرات ..

وبإسم سلام الإبتهاج الروحي والمصالح الإقتصادية والمالية ، من دون سعادة قلبية حقيقية ، بل وبلا إنسانية ، وحتى صوريا ، ونحن نرى كيف صار العديد من عبدة الشيطان - كعقيدة يهودية - يغيرون حتى صورهم إلى صور وحوش ذات أنياب ومخالب ، ووجوه ممسوخة ، الصور التي لن ينجو منها كليا في المستقبل إلا المومنين .. وليس كل المسلمين وللأسف ، ونحن نرى العديد من نسائنا المسلمات تشوهن وجوههن بالتبرج الكاسح اليوم ، بل تفقدن كل جمالهن الطبيعي ، وبما في ذلك بعض الرجال .

ولهذا فإن إنتصار شلوم اليهود الإبليسي سلام مسخ ودجل ، ولن يتم دون هاته البهيمية : 

وذاك لان عقلانية الفكر وصفاء القلب وشفافية الروح وطهارة البدن لن تكون إلا لصالحي المسلمين ، مما سيحقق لنا التماسك الفردي ، والسعادة الإيمانية ، والحفاظ على كل الفطرة ، وحسن المعاملة ، وسمو الأخلاق ..  كما كل التعاليم الفردية الكبرى للإسلام  . 

وبالتالي تحقيق كل السلام النفسي والفكري والقلبي والروحي مهما فقد السلام .. 

ولهذا لا ندعوا في جهادنا العلمي والعرفاني أولا إلا لهاته الفطرة الإنسانية السامية ..

والتي سيتعسر على إنسان المستقبل الحفاظ عليها - ومهما حاول - دون إيمان حق وعملي ..

وبالتالي لا يعني سلامنا العرفاني إلا تحقيق هاته السعادة الروحية القلبية والأمن الفكري الفرديين أولا ، ولهذا ندعوا لتكوين مكونين عرفانيين كما معهدنا القرآني للتصوف السني على :   assamae.blogspot.com .. كنموذج معهد للتصوف ، ولتدريس فقهه القلبي  عمليا ، ولكن فقط لأولي الألباب وكبار الأدمغة  .

وليبقى السلام الإسلامي المنشود بعدها ، وبعد فتحنا الإسلامي العلمي القادم لا ريب ، سلام الخلافة الراشدة الأخيرة على منهاج النبوة كما قال الرسول صلوات الله عليه بقوله في حديث طويل :

 ثم تكون خلافة على منهاج النبوة . كما روى الإمام أحمد بعد ذكر الرسول صلوات الله تعالى عليه للخلافة الراشدة ، فالملك العاض الماضيين ثم الحكم الجبري الحالي ..: 

الخلافة الوحيدة المتبقية  لنا ، والتي لن تكون إلا بالمهدي وعيسى عليهما السلام كما إجتهاداتي في التاريخ الإسلامي والقرآن الكريم والسنة الشريفة وفقه الواقع والأبعاد المستقبلية عرفانيا والله أعلم ..

بينما السلام الحق والكامل :

فلن يكون إلا بصفات الله الحسنى كلها ، وبالله سبحانه وتعالى كملك سلام ، وكرب لكل السلام ، وفي دار السلام اللهم لا تحرمنا منها ...

وبالتالي فالسلام الديبلوماسي الواجب اليوم سلام تدافع ، وليس في فلسطين فقط كما يقزم بعضنا القضية ، بل تدافع فردي للحفاظ على إنسانية المسلمين ، ووطني للحفاظ على كل بلداننا ، والمهددة بالتجزيء أكثر ، بل وبالإستعمار من جديد ..

ولكن العالم كله صار كقرية صغيرة ، والمسلمون اليوم أقليات في كل الأرض بل وحتى في العديد من أوطانهم ، ولهذا كان من أهم إختصاصات معهدنا الصوفي وكل مدرستي العرفانية : إنسانية الإنسان إسلاميا ، لأن الحكم بما أنزل الله أول ما رفع من عرى الإسلام ..

 الحكم الذي وحده كان سيحقق السلام العالمي ، وليس لنا فقط كمسلمين ، بل لكل الإنسانية ، لو بقي ..

وبالتالي فالسلم العالمي اليوم مستحيل لإستحالة الحكم بما أنزل الله تعالى حاليا ، وبالتالي فمن المستحيل تحقيق السلام الإسلامي سياسيا ، وحتى جزئيا ..

ليتبقى أمامنا تحقيق الأمن الوطني كواجب على الجيش والشرطة وبكل أنواعهما ضد كل المهددات الداخلية والخارجية ، كما أن الأمن النفسي والفكري واجب علينا فرديا ، وفرض على كل مسلم ، لأنه الركن الأول لكل سعادتنا الإيمانية ..

وإلا فالمسخ الباطن والظاهر ، ومهما إحتفظنا على لمعان الظاهر وتبرجه ،  ولو إسلاميا .

فلا شلوم صهيون إذن سيتحقق لأن دجالهم كإله أخروي بزعمهم سيقتله عيسى عليه السلام كما جاء في حديث نبوي طويل رواه أبو أمامة الباهلي بقوله : قال عيسى إفتحوا الباب ، فيفتحون ووراءه الدجال معه سبعون الف يهودي ، كلهم ذو سيف محلى وساج ، فإذا نظر إليه عيسى ذاب كما يذوب الملح في الماء ، فينطلق هاربا ، فيدركه عند باب لد الشرقي فيقتله ، فيهزم الله اليهود . الحديث الذي صححه الألباني وشرحه في كتاب خاص  .

وهنا لم يقل الرسول صلوات الله : فيهزم المسلمون اليهود . بل قال : فيهزم الله اليهود : مما يعني أن الله سيقيم الآخرة بعد هذا مباشرة على اليهود وكلهم ، وحتى يحاربهم الحجر والشجر كما في العديد من الأحاديث ، وهذا سيبدو غريبا لو قال الرسول صلوات الله عليه بأن قوة المسلمين لوحدها ستهزم اليهود ، الأمر الذي قال عنه سبحانه وتعالى وهو ينذرهم في أوائل سورة الإسراء : فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم .. وقوله تعالى في أواخر السورة : فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا . الإسراء 104.

وهاهم يلتفون اليوم نحو بيت المقدس وفلسطين بعد أن كانوا أشتاتا ..

وبالتالي فتماسكهم والإلتفاف الكامل لهم ، يعني أوج علوهم الموعود ، وبالتالي قيامتهم الخاصة . فلا يعني إذن تمام نصرهم إلا كمال هزيمتهم ، ففنائهم الجدري ولله الحمد ، فهم أول من تقوم عليهم القيامة ، وقبل القيامة الكبرى .

وكل هذا مباشرة بعد بعثة أمير شلومهم المنتظر وإله خلاصهم المزعوم كما يستعدون ..

وبالتالي فكل هزيمتهم في نصرهم وملكهم الأرضي ، والذين يتوهمون خلودهما بالدجال الأعور - لن يمكثا إلا 40 -  لم يحدد زمنها الرسول صلوات الله عليه :  

فلا علو كامل لهم إذن إلا لأيام أو أشهر أو أعوام قلائل ، ودون راحة ولا سلام ، بل أيامهم مع الدجال كلها حروب ولعنات وفتن ..

 وليتحقق السلام الإسلامي بالحكم بما أنزل الله تعالى ، وبالمهدي عليه السلام كأمير حتى لعيسى عليه السلام .

ولم تدقق الأحاديث الشريفة حسب إطلاعي مدة حكم المهدي ، لكن حددت بعض الأحاديث منها حديث عن أبي هريرة حول رسول الله عيسى عليه السلام : ... فيمكث أربعين سنة ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون . رواه الحاكم في المستدرك.

هذا عن السلام الإسلامي الدنيوي ، أما السلام الحق فسلام بكل صفات الله الحسنى وكل أسمائه الحسنى ، ولن تسعه ولو كل الدنيا ، لأنه سلام أخروي ، ولا يعلم سماواته العلى إلا هو سبحانه . .

وليبقى سلامنا اليوم التدافع ، وموازاة مع مقاومة الطائفة المنصورة حول أكناف بيت المقدس نصرها الله ، والتي بشر بنصرها القادم رسول الله صلوات الله عليه..

 فلم يبق لنا إلا سلام تدافعنا الديبلوماسي ، وجهادنا العلمي العرفاني الشامل هذا ، وجهد المستطاع ، وفي كل المجالات ..

وبهدف الحفاظ على إنسانية الإنسان كما الوظيفة الأولى لمدرستنا العرفانية للسلام الإسلامي على : kotouby.blogspot.com  ..

وبهدف الحفاظ على الإنسان/المواطن كما هو واجب حكامنا ..

وإلا فالبهيمية ، والتي لن ينجو منها إلا صادقو المومنين مستقبلا وللأسف .

وبالتالي فلا أمل قد بقي لنا في تحقيق السلم العالمي إلا مهدويا ، ولفترة دنيوية عابرة كذلك ، ستليها  كل علامات القيامة بعد نزول عيسى عليه السلام ، فقتله للدجال ، ثم وفاته ودفنه بضريح الرسول صلوات الله عليه بالمسجد النبوي ..

وليبقى كل الأمل في السلم الوطني وهو :

1 سلم لن يتم إجتماعيا إلا بالقضاء ما أمكن على الفقرين المادي والمعنوي وإلا فالثورات الشعبية .

2 سلم يوجب أمنا إداريا وطنيا حازما وعادلا للقضاء على كل ألوان الجرائم ، وعلى الفساد الفردي والمؤسساتي على السواء .

3 سلم يعتمد على قوة عسكرية مبدئية لا إرتزاقية فقط ، فالجنود المرتزقة دون وطنية ولا مبادئ إسلامية لا إعتماد عليهم على المدى البعيد . ولا على التحالفات العسكرية الخارجية ..

4 سلم يلزمنا ببناء العقل المسلم بكل حضارة وعالمية وبتربيته على العلوم العملية الدنيوية والأخروية على السواء ، وبتكوين فقهي عملي بعيد عن كل الثرثرات الكلامية ، أو التيارات الإسلاموية والتسلفية والعلمانوية وكل ما سواها من إرتجالات سياسوية ، وتكوينه على المنطق الشبه رياضي لا الفلسفي الزاحف بنا اليوم نحو كل ألوان العلمويات ، حتى أن الماسون يبرمجون اليوم بيننا وبكل جدية العديد ممن يدعون الحداثة العلمية بكل جهالة ، ولحد تأسيس بعضهم لتيار القرآنيين الذين ينكرون السنة جملة ، بل ويريدون نسف كل فقهياتنا الحكيمة نحو تحريف الإسلام فقهيا وعلميا وعمليا .. 

ولهذا فإن بناء العقل الإسلامي الحق لن يتم دون منطق إسلامي شبه حسابي ودون علوم وفقهيات عملية للدنيا والآخرة .

5 سلم يدعو لتحصين القلب المسلم بتربيته أولا على الخشوع في الصلوات لعله يذوق حلاوة الإيمان ولذة العبادة وبرد اليقين ، ولعله يفقه ، لأن العقل في الإسلام ليس دماغيا فقط بل وقلبيا روحيا كما قال الله تعالى : لهم قلوب لا يفقهون بها . الأعراف 179 و قوله تعالى : لهم قلوب لا يعقلون بها . الحج 46 .

 بل ومن أواخر معجزات هاتين الآيتين : إكتشاف خلايا في القلوب تشبه خلايا الأدمغة .. 

الفقه والعقلانية القلبيين اللذين لا يمكن إكتسابهما دون علوم عملية ظاهرة وباطنة ، ولقد قعد ولله الحمد العديد من فقهائنا الأجلاء لفقه القلوب هذا تماما كما قعد أولياء التصوف لتربية الأرواح  بعد أن قعد العمل الصحابي والنبوي لكل أعمال الشريعة، وبكل جلاء .. 

6 سلم يلزمنا كذلك بالتربية الفنية الهادفة بعيدا عن فنون الهوى والدجل ، والتي صارت تغزو كل إعلامنا وحفلاتنا وفضاءاتنا بكل مسخ ، والتي لم تعد تشتت العقول فقط ، بل وتسكر القلوب وتعقد الأنفس وتميت الأرواح من حيث لا يشعر الشباب منا ، وحتى الشيوخ ...

7 سلم يدعو لتحصين أرواح المسلمين عبر إصلاح الزوايا كلها ، الأمر الذي لن يتم إلا بالقضاء التام على التصوف البدعي بكل قبورياته وشركياته وخلواته السحرية والشيطانية وكل شعوذاته ، وإنقاده كذلك من كل شطحاته ، وسواء منها الفلسفية التي يأمر أولياء التصوف الكمل بعدم دراستها ولا تدريسها ولا الثرثرة حولها ، لأنها أحوال فقط عابرة وليست بمقامات صوفية ثابتة عندهم ، وبالتالي فهي ليست لا حقائق فلسفية ولا عقائد فقهية ، عكس ما يحاول اليوم بعض مفكري التصوف إثباته ، ولحد تأليه الإنسان والطبيعة أو تجسيم الذات الإلهية أو تعطيل وتمثيل صفاتها ، سبحان الله ربنا عما يعتقدون .. 

وكذا إنقاد المتصوفة من الشطحات الحركية التي نهى عنها كبار المتصوفة كأحمد لسان الحق رحمه الله الذي نصحنا بحكمته : لا تحاولوا أن تتمايلوا في حضرات الذكر إلا مغلوبين ، ومن ينكر هاته الشطحات الحركية فلن تأتيه ، لكن هناك أرواح خفيفة لا تقوى على الذكر ولهذا تشطح مع الشاطحين . 

وليس المشكل فيمن يشطح من الصوفية مغلوبا أو مصعوقا ، لكن المشكل في التواجد الكاذب ، وللحد الذي صارت فيه معظم مجالسنا الصوفية اليوم صالات للرقص والأكل والحضرة الكاذبة ، بل ودون خشوع حتى في الصلوات .. 

ولهذا ننادي عبر معهدنا القرآني للتصوف السني بضرورة تدريس التصوف كفقه قلبي عملي ، وليس للعامة ، بل التصوف فقه الخاصة ، ولا يجب تلقينه لمن لم يلتزم بالشريعة الظاهرة أولا . 

أما الدعوى الصوفية بالبداية بالباطن قبل الظاهر ، فتلك هي بداية الإسلام عند فقهاء الشريعة عبر شهادة لا إله إلا الله ثم كل علوم العقيدة والإيمان أولا . 

بينما التصوف السني الحق فقه إحسان وأعلى مقام ، ولا يمكن أن يناله أيا كان قبل الإسلام الفقهي كمقام ثم الإيمان العلمي العملي كثاني مقام قبل مقام الإحسان بركنيه : مقام المراقبة : (أن تعبد الله كأنك تراه) . ثم مقام التجليات : (فإن لم تكن تراه فإنه يراك)  .كما جاء في حديث جبريل عليه السلام عن عمر رضي الله عنه 

 فلا حقيقة صوفية إذن دون شريعة سنية ودون عقيدة قرآنية كما سنشرح فيما بعد إن شاء الله تعالى ..

كما نحذر اليوم ، وعن ميدانية صوفية :من الزوايا البدعية كأبواب للإبراهيمية الجديدة بكل تصوفاتها الشركية الدخيلة كما بمدونتنا الإصلاحية : kotoub67.blogspot.com 

8 سلم يلزمنا بالحفاظ على أجسامنا من كل التلوثات عبر الغسل الأسبوعي الإسلامي ووضوء الصلوات ، وتطهير البيوت والشوارع وكل الفضاءات ، لعلنا نتقي كل الجراثيم البيئية الطبيعية ، أو الإصطناعية التي إستعملتها بعض الدول وستستعملها مستقبلا العديد من الدول كأسلحة بيولوجية ..  وكذا كل الروائح الكريهة والمناظر المشوهة ..

ولهذا فإن الحل ليس فقط في جمال وفي الحفاظ على البيئة بل في تحصينها من كل أنواع التلوثات الطبيعية والإصطناعية ، لعلنا نتقي العديد من الأمراض الجرثومية أو التي تغزونا من قلة نظافتها ونظافتنا ، ومن كل سوء تعاملنا الصحي ،  الأمر الذي يفرض علينا البعد عن أي أكل أو شرب محرمين وعن كل أنواع التخين .. وبوعي صحي وغذائي ولو إبتدائيين .

 لكن هذا وإن كان ضروريا ، فليس بكاف للحفاظ على قوة البدن ، مما يلزمنا بالرياضة كذلك ، وبكل علمية ، أو على الأقل ممارسة الإسترخاء البدني الذي له علومه ، لعلنا نحافظ على رشاقتنا ما أمكن ، ولو لم نحافظ على قوانا في الكبر... فالرياضة الإحترافية وكذا الترفيهية وإن كانتا ضروريتين للمجتمع فليستا بكافيتين لنا كمواطنين  .

9 . سلم يلزمنا بالإستعداد الدائم لكل مفاجآت المنظمات النقدية والإقتصادية خصوصا - والعالمية عموما - ولكل أنواع وألوان الأزمات ، الفضيلة التي لن ننالها إلا بالتحرر من ديونها وإملاءاتها  على المدى البعيد ، أو على الأقل التأكد الضروري من أمننا المائي والغدائي ، وسماكة سياستنا المالية ، عبر محاربة التضخم ، وعبر إستقرار الأجور وبالتربية على القناعة : القناعة التي لا يزال يتقوى بها العديد من مواطنينا العرب والمسلمين ، ومهما تكن الظروف ، والتي يجب إستثمارها في أية سياسة ، حتى تكون سعادة المواطن هي الهدف من أية تنمية ، لا الإشقاء المادي ..

ولهذا فالسعي للتنمية الضخمة دون كرامة الفقراء ماليا إملاء صهيوماسوني .. ومن أخطر المهددات ... 

إنها الأركان التسعة اللازمة - والله أعلم - لسلمنا الوطني عربيا وإسلاميا ، ولتحصين الأوطان والعقول والقلوب والأرواح والأجسام مستقبلا إن أردنا حقا سلما إجتماعيا مستمرا ، أو على الأقل سلامتنا كمسلمين وكمواطنين .. أو على الأقل فرديا .

والسلم الوطني والفردي الذي لن يتم من دون تخليق للساسة أولا فكل الشعوب ..

 الفضيلة التي لن ننالها دون إصلاحات مبدئية وشاملة ، ولكل الإدارات وكل المؤسسات ، وسواء منها الرسمية أوالمدنية  أو الخاصة ، وكل الأحزاب ..

لأن :

1 من سلامة وسلام وأمن الفرد يبدأ الأمن الوطني والسلم الإجتماعي ، كقوتان أساسيتان لأي تقدم أو إستقرار.

2 بالجهاد العلمي العرفاني كما عقيدتنا سيتحقق الفتح الإسلامي القادم ..

3 بكل هذا وبالتدافع الديبلوماسي إلى جانب جهاد الطائفة المنصورة حول القدس سينبثق كل النصر المهدوي / العيساوي الخاتم  .

 ولهذا من العقل الإسلامي والقلب المومن سينبثق السلم الفردي ، ومنهما يجب التأسيس لكل التدافعات ..

ولهذا فالتطبيع لنا مع دويلة اليهود - إن فرض - تطبيع تدافع ، وتطبيع حكيم - إن قدر - جد حذر ، لا تطبيع إستسلام كما يمكرون .

وبالتالي فلا سلم عالمي بشلوم صهيون ، السلام الذي لن يكون إلا بالسلام والحكم المهدويين كفتح إسلامي عالمي خاتم  ..

بينما السلام الحق فمن صفات جنات وسماوات الخلود .

ولهذا لم ولن يبقى أمام حكامنا إلا :

1 - الحرص على مد السلطة الفلسطينية والطائفة المنصورة بكل قوى الصمود ، ومهما تعسرت وتعقدت القضية  ، لأنهما لا يدافعان عنهم وعن فلسطين فقط ، بل على كل العرب وكل المسلمين فكل الإنسانية من الزحف الصهيوماسوني العالمي الكاسح .

2 - التدافع الديبلوماسي المتدافع والحذر مع دويلة اليهود وكل ثقلها العالمي .

3 - الوعي بأن : بالتمسك بالإسلام - وبه وحده - الخلاص .

4 - اليقين بأن إقامة الإصلاحات لن تقوم إلا بإقامة الحق بالمفهوم الإسلامي .

وإلا فلا فرق سيبقى بيننا وبين اليهود ، وتماما كما نادانا وينادينا الله تعالى بقوله  : 

ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ؟ ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل  ، فطال عليهم الأمد ، فقست قلوبهم ، وكثير منهم فاسقون . الحديد 16 .

وها قد طال علينا الأمد ، وهاهي ذي عقولنا وقلوبنا تتحجر ، وأكثرنا يفسق كما قال سبحانه وتعالى ، وكما قال الرسول صلوات الله عليه عن تقليدنا لأهل الكتاب :

لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر ، وذراعا بذراع ، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه . فقالوا : اليهود والنصارى ؟ قال الرسول صلوات الله عليه : فمن ؟ رواه الشيخان .

ولهذا فلا فرق اليوم بين العديد منا واليهود والنصارى ، ومن حيث لا يشعر الكثيرون  .. 

ولحد محاربة العديد منا اليوم للإسلام بدعوى التقدم العالمي .. 

وبالتالي فلا إعتماد في تدافعنا المستقبلي كله ، ولا في جهادنا العلمي العرفاني : إلا على المومنين بحق .

وليس كل المسلمين وللأسف .

ولله الأمر من قبل ومن بعد . 

القضية لم تكن ولن تبقى فقط فلسطينية :

عند البداية كان الصراع إسلاميا يهوديا ، ثم صار عربيا يهوديا ، ليتقزم إلى قضية فلسطينية إسرائيلية ..

فقضية مقاومة ضد الدويلة اليهودية تحاول أن تتنصل منها السلطة الجاثمة اليوم على الشعب الفلسطيني الأبي..

 بل ولتحاول اليوم دويلة اليهود أن تمزق مقاومتنا الأبية ، وهي تركز على حركة حماس كأقوى مقاومة ..

وليقع اليوم وللأسف الشعب الفلسطيني في المكيدة ، والشارع يثور ضد السلطة ، والمقاومة تتموقف ضد الساسة ، والساسة يحتقرون المقاومة لما عندهم من معلومات عالمية ومخابراتية ، ولوعي السلطة بالإستراتيجيات المستقبلية لليهود ، وبنفس الماسونية البعيد المدى .

ولنقف اليوم وقضيتنا الأولى هاته لا تزداد إلا تعقدا ، والعديد من العرب والمسلمين لا يزدادون بالبريق الدنيوي لليهود إلا إنبهارا ، بل والعديد من الدول العربية والإسلامية تسعى للتطبيع معهم طوعا وكرها ..

ولنقف والفلسطينيون صاروا ككل العرب وكجل المسلمين : بأسهم بينهم شديد ..

فنقف وبعضنا يتشابك ضد بعض .. 

والهوة بين السلطة الفلسطينية ومقاومتها تكبر وتتعمق ، وعيون الصهيوماسونية عليها ساهرة لتزيدها عمقا نحو حرب أهلية فلسطينية وشيكة لا قدر الله .

بل ونقف والقضية الفلسطينية لم تعد قضيتنا الوحيدة مع اليهود ، بل ونحن موقنون بإستحالة قبولهم لحل الدولتين ، ولا لأي سلام معنا أو مع غيرنا كما تملي بروتوكولاتهم ، وكل مخططاتهم الخفية والعلنية ، بل وكل كتبهم المحرفة وعقائدهم ..

فنقف لنقول بكل أسى : يا فلسطينيون إستعدوا لكل البلاء ..

فلم تعد قضيتكم قضية إسلامية عند الكثيرين ، ولا عربية عند العديد من العرب ، بل ولا مقدسة عند بعضكم..

 بل ولقد إختلط فيكم الحابل بالنابل ، وصار بينكم كما بيننا خونة ومنافقون ودنيويون سيزيدون مع الزمن لكم خيانة ولكل المقدسات ..

 ولهذا لم يبشرنا الرسول صلوات الله عليه في هذا الصراع مع اليهود إلا بنصر الطائفة المنصورة على أكناف بيت المقدس لا الدولة الفلسطينية ، بل ولم يبشرنا بعد هذا الصراع إلا بالخلافة الراشدة الأخيرة على منهاج النبوة .

 والتي ستمحو من على كل الأرض كل أوهام صهيون ..

بل وحتى اليهود يعلمون بأن قضيتنا معهم ليست عربية ولا فلسطينية ، بل إسلامية عالمية وإنسانية ..

فاليهودية ومنذ البدء وهي تسعى لمسخ الإنسان عبر برمجته بكل البواطل ، وعبر إبعاده عن كل فطرته ، لأن هذا هو سبيلها الوحيد للعلو في الأرض ، ولتمكين إبليس ثم الدجال في كل العالم كما يزعمون ..

ولهذا يركزون وسيركزون مع الزمن على السيطرة على المسجد الأقصى لبناء هيكلهم الإبليسي كضرورة لبعثة الدجال الأعور كملك يهودي سيحكم كل العالم بالحديد والنار بزعمهم ، ويستعبد كل الإنسانية لهم ..

ولهذا فإن القضية لم تكن ولن تبقى فقط فلسطينية ، بل ولن تبقى حتى بشرية يهودية ، لأنها ستنتهي إلى صراع عالمي سيختتم - ولله الحمد -  بالخلافة المهدوية ، فنزول عيسى لقتل الدجال كما بشر بذاك الرسول صلوات الله عليه .

فلكل هاته الأبعاد يجب أن نستعد ونحن نجاهد على أكناف بين المقدس ، ومن قريب أو من بعيد ..

 والجهاد هنا لا يعني المقاومة المسلحة وحدها ، ولا الجهاد السياسي وحده ، بل مقاومة رمحها في فلسطين وزندها في كل الدول المسلمة ، لنقي أنفسنا وكل العالم من مكائد اليهودية الزاحفة اليوم نحونا من كل حدب وصوب ونحو كل دولنا وكل حيواتنا ، وعلى كل ما هو عربي وما هو إسلامي ..

لأن فلسطين في مشروع الصهاينة والماسون فقط نقطة لملكهم الكوني الخالد كما يتوهمون ، بل وكما يستعدون ..

وأمام هذا الملك الواهي وهذا العلو اليهودي لا يقف اليوم إلا الإسلام قرآنا وسنة وفقها وعلوما حقة ، وليس كل المسلمين وللأسف ، والذين سعت ومنذ القرون اليهودية لإبعادهم عن كل حقائق الدين مهما تمسكوا بمظاهر التدين ، لأنهم يعلمون بأن المسلم العابد سيبقى على الدوام سلاحا ضد الإسلام بأيديهم ، ما لم يكن عقله حقا قرآنيا وعمله نبويا بحق ..

 ولهذا سعوا ولا زالوا يسعون لإسلام بلا قرآن ومهما إدعينا التمسك بالسنة .. 

بل ويحاولون اليوم سيطرة المثقف العليم اللسان الجهول بالإسلام على كل المنابر التعليمية والجامعية والإعلامية بل والمسجدية وكل دور النشر ..

وذاك لعلمهم بأن هدم المسلمين لن يتم إلا بهدم العقل المسلم وتكدير القلب المومن ، كما حالنا اليوم وللأسف ، وقد تمكن فينا العلمانويون والإسلامويون والتسلفيون والمتمصوفة وأنصاف الفقهاء والعلماء ، وكل بما لديهم فرحون ، بل وكل منهم مصرعلى أن تياره هو الدين كله ..

 فصار الجل يدعو للإسلام الجزئي تماما كما خططت اليهود ...

ولنربي ونعلم إما متسلفا يومن بالتقليد الأعمى ، أو متكلما يأله العقل ، أو متصوفا خرافيا أول ما يطمس عقله وإيمانه أو إسلامويا يتموقف دون وعي ، ويهدد بلداننا بكل ثورة وللأسف .

وهاته هي القوة الكبرى لصهيون فينا اليوم ومستقبلا ، فبهدمهم للعقل المسلم سيكدون كل القلوب المومنة مهما تعبدت وسيبعدوننا عن كل القرآن الكريم عمليا وعن كل الإسلام الحق ..

الهدف الوحيد الذي بقي لهم للسيطرة الكاملة على كل الإنسانية فكل العالم .

 فلا يقف اليوم أمامهم إلا الإسلام بفقهياته وعلومه وعرفانياته الحقة ، وما دام الحق الإسلامي ساطعا سيظل الناس يدخلون فيه أفواجا ، وعلى الدوام ، ومهما سيطروا سياسيا وإقتصاديا وفنيا وإعلاميا ..

لكنهم لا يسعون لهذا العلو السياسي والإقتصادي والإعلامي فقط ، بل يسعون لإستعباد كل الناس ، الخبث الذي لن يتم لهم إلا بمسخ الإنسانية ، وبتكوين وتربية البشر الحيوان كما يمكرون ..

المكر العظيم الذي يقف صامدا اليوم أمامه ووحده الإسلام ..

 ولهذا فإن العلماء المسلمين بحق والعاملين بصدق وحدهم المسؤولون اليوم ومستقبلا على إنقاد الإنسانية من هذا الجحيم اليهودي الزاحف ..

فبالإسلام وحده سيستطيع إنسان المستقبل الحفاظ على إنسانيته وإلا فالمسخ .. والذي بدأ ومن زمان حتى بيننا كمسلمين وللأسف ..

ولهذا فإن القضية إنسانية عالمية إسلامية من جهة ضد قضية عولمية شيطانية دجلية يهودية ماسخة لكل البشر من جهة أخرى ..

ولهذا نقف اليوم ونحن واعون بمدى تمكن الصهيوماسونية اليوم من دولنا وعالميا ، بل وواعون بأنهم سيزيدون تمكنا فينا وفي فلسطين وفي كل العالم ، لكن فقط سياسيا وإقتصاديا وبكل البواطل ، أما الإنسان الحر فسيظل دوما ميالا للفطرة والحق ، وسيظل الكثيرون يقتنعون بالإسلام الفردي مهما غابت عنا سياساته الكبرى وإقتصادياته وإجتماعاتياته التي سيعلمنها إقتصاديو العالم - ولو دون لغتنا الفقهية - ولله الحمد ..

ولهذا فإن القضية وإن كانت ستظل وطنية وجهادية وسياسية عند الفلسطينيين ولذى الكثير من العرب والمسلمين وأحرار العالم ، فإنها في سلامنا الحق هذا تأخذ كل الأبعاد الكونية ، بل وستبقى ساحة لكل التدافعات الإنسانية ، ومهما علت بواطل اليهود ..:

فقبل البعثة النبوية واليهود يهددون العرب بقولتهم الشهيرة : سيبعث الله فينا نبيا ، نقاتلكم به قتل عاد وإرم .

ولهذا كانوا يظنون - وكما حرفوا اليهودية وبعدها المسيحية - بأن نبي آخر الزمان سيأتي لنصرتهم كشعب مختار من الله تعالى ، وسيكون نبيا لملكهم الكاذب ، ولهذا لما جاءهم الحق الإسلامي كفروا به كله ، وهم يعلمون ..

فلقد كانوا يعرفون كل أوصاف الرسول صلوات الله عليه ، بل ويعرفونه كما يعرفون أبناءهم كما قال الله تعالى ، ولهذا كان أول ما كشف لنا الله تعالى تحريفهم للتوراة فالإنجيل وكذا نسخ الإسلام لكل ما سواه من ديانات سابقة ..

بل وحسدا أيضا ضادوا النبي صلوات الله عليه لأنه عربي ، وتحالفوا مع الكفار والمشركين لقتله ولإستئصال المسلمين ، بل ودحض كل الإسلام ، كما تشهد بذلك غزوات الرسول صلوات الله عليه في المدينة ، لكن وبعد أن مكن الله الرسول صلوات الله عليه منهم لم يفنهم ولم يبدهم لحكمة ربانية ، بل أجلاهم فقط ، وأبقى بعد ذلك من شاء منهم بيننا كأهل ذمة ..

لكنهم وكما حالهم على الدوام يعيشون على نظام القبيلة بين كل الأمم ، فكانوا يعيشون عصابات ككل العصابات الإجرامية داخل كل الأمم ..

 وما داموا دنيويين وميالين للماديات فإنهم يبيحون كل شيء من أجل هاته المكاسب ، وحتى أعراض نسائهم ، فتمكنوا وعلى مدى التاريخ من إقتصاد العديد من الدول ثم من الإقتصاد العالمي ، وذلك لتحليلهم في ذاك كل المحرمات المحرمة علينا وعلى العديد من الأمم ـ فتحليلهم للحرام هو أصل جل ثرواتهم ..

وهكذا وبفضل تمكناتهم المالية هاته إستطاعوا إختراق جل الفئات الحاكمة ، فكل البلاطات العربية والغربية ..

وليخترقوا حكامنا وحكام الغرب بالنساء والسحر وكل المؤامرات والأطماع المادية ، بل وليستطيعوا بعد تمكنهم السياسي والإقتصادي هذا من النجاح في إنقلابات البروتيستانت على الكاثوليك بالغرب ، فجر الغرب لحربنا فالإطاحة بالدولة العثمانية كآخر خلافة إسلامية ثم لإستعمارنا الماضي..

ثم ليمزقونا والنصارى بعدها كل ممزق ، بل ولا زالوا يتآمرون لتجزيء المجزء ، وتمزيقنا إلى قبائل كما يمكرون ، نحو عالم القبائل ، وليكونوا أقوى قبيلة جاهلية في المستقبل ، والدولة/القبيلة الحاكمة على كل هذا العالم القبائلي ..

ولكنهم لا يستغلون هذا المكر المالي والسياسي فقط للعلو بكل العالم ، بل هم أهل توراة محرف ، وحرفوا بعده الإنجيل ، حتى برزت لنا اليوم الصهيونية المسيحية العالمية ، بل ولا فرق اليوم لا سياسيا ولا عبادة بين العديد من الكنائس والعديد من بيع اليهود ، فإبليس يعبد داخل كل الكنائس كما إعترف بذاك البابا السابق نفسه ..

ولهذا فاليهودية كالمسيحية المحرفان وكل الديانات الوضعية بدورها ديانات ضلالات وبواطل ـ وتتآزر وستتماسك أكثر ضد كل حق ديني ، الحق الذي لا يمثله ولله الحمد إلا الإسلام ..

ولهذا فهم لا يستغلون المال والسلطة فقط بل هم أهل كتب محرفة يختلط فيها الحق الإلهي بالباطل السياسي ، بل ولقد إستفادوا بعد ترجمة الغرب للعلوم الإسلامية حتى من فقهياتنا وعلومنا ، ولذلك فهم أهل علم كذلك يختلط فيه الحق والباطل ، لكنه وللأسف مسخر لكل الشرور والبواطل ، ولهذا فإن الحق الذي في فكرهم إنما جاء بل وكان أساسه الأخير والأكبر هو فكرنا الإسلامي بل ولقد درسوا حتى القرآن الكريم والسنة الشريفة ، وبهذا العقل كله يحاربوننا اليوم .. 

بل وبهذا العقل العالمي بدأوا في الدعوة للديانة الإبراهيمية الجديدية كوحدة ضلال ، وكدعوة بدأت إختراقنا من باطل وحدة الأديان ، ومن الزوايا الصوفية البدعية بدولنا الإسلامية كباب كبير لتحريف كل الإسلام ، نحو تمكين التصوف الإبليسي أكثر فأكثر من الشعوب العربية والإسلامية ، كما حالنا ومنذ قرون وللأسف ..

ولهذا فإن أول الجهاد الإسلامي ييدأ من إصلاح كل الزوايا ، والتي صارت وللأسف كلها شرك وقبوريات وعقائد ما أنزل الله بها من سلطان ، ولحد نداء العديد من الشيوخ بتجاهل كل الفقهيات وكل الشريعة ولطمس العقول ..

ولهذا الإصلاح كان معهدنا القرآني للتصوف السني كنموذج معهد للتصدي لكل هاته الإنزلاقات ، وذاك عبر النداء بتدريس فقه العمل الصوفي سنيا كما بمدونتنا : assamae.blogspot.com ثم عبر ندائنا بإصلاح الزوايا عبر نقدنا البناء لها بمدونتنا : kotoub67.blogspot.com ..

وذلك ليقيننا بأن كل قوة اليهود المستقبلية في إختراقنا التصوفي هذا ، وتحريف الإسلام يكمن في دعمهم المستقبلي الكبير للزوايا البدعية ولكل الشركيات وضلالات التصوف البدعي البعيد عن عقيدة التوحيد وفقهياتها ..

كما ستستغل اليهود - وكما بالماضي -  المدارس الفكرية العالمية بكل شعبها للسيطرة على العالم كله ، ولهذا نرى اليوم كل هذا الحمق الثقافي ، بل وجنون كل العقل العالمي مستقبلا ..

والذي لا شفاء له إلا بمدارس فكرية إسلامية حقة ، تصمد ضد كل هاته البواطل عن علم ووعي ، كما تصلح العديد من منزلقات العاملين في رياض حقلنا الإسلامي ، وعلى كل المستويات ..

 ولهذا كانت مدرستنا العرفانية للسلام الإسلامي بمسوداتها الأولى على : kotouby.blogspot.com والتي تختص أول ما تختص به بعد مسودات مشروعها العلمي وملخصها العملي ، تختص في الفقه الحركي ، وذلك لإيماننا بأن كل فشل الإسلام السياسي جاء من إرتجالات الإسلاميين والسلفيين ونزولهم للساحات السياسية دون هندسات مسبقة ولا مدارس فكرية عملية ولا فقه حركي ..

ولهذا نقدم مسودات مدرستنا العرفانية هاته للتدافع العلمي والإصلاحي جهد الطاقة نحو السلام ولو نسبيا ، ليقيننا بإستحالة السلم العالمي ، بل ويقيننا بضرورة سلامنا الديبلوماسي مستقبلا ، وليس مع اليهود فقط ، بل ومع كل الدول التي ستصطف تباعا خلف سفهاء صهيون ..

ولهذا فإنه وتماما كما ستقف الطائفة المنصورة حتى بعثة المهدي بجهادها المسلح ، نحاول أن نقف بجهادنا العلمي والعرفاني سلاما نحو تعميق الفتح الإسلامي القادم لا محالة ..

وكلنا يقين بأنه ومهما علت صهيون سياسيا وإقتصاديا وإعلاميا فستظل كلمات الله هي العليا حقا وعلميا ، بل وسيتوازى علونا العلمي الإسلامي مع العلو اليهودي ، ومهما طغت بواطله وضلالاته ..

ومهما بدى طغيان الماسونية اليهودية وكل منظماتها العالمية ، فإن ما يخفي لنا المستقبل ربما أخطر ، لكن وربما أسعد وأحسن كما قال تعالى : لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا . الطلاق 1..

وذاك ليقيني ببشرى : أن السعادة اليوم كما بالمستقبل ستبقى حكرا على صادقي المومنين ..

ولقد بدأ - ومن زمان - عصر الشقاء اليهودي وكل الضالين ، لأننا ولله الحمد عرفانيا قد بدأنا نلمس مدى نقمة إبليس عليهم قبل كل العالمين وبداية إنتقامه والشياطين منهم ..

لأنهم كانوا ورقته الأخيرة في تحقيق بعض ضلالاته ، ويرى أن خسرانه الكبير اليوم كان بسببهم ، وأنا أراه ولله الحمد كشفا في سجنه بالأرض السابعة خاسئا بخسرانه المبين في الدنيا قبل الآخرة  ..

ولهذ سيشقى اليهود مستقبلا ولله الحمد شقاء الشياطين ، وبالشياطين ، ومهما تمكنوا دنيويا ..

ولهذا فكما سيظل جهاد الطائفة المنصورة حتى بعثة المهدي عليه السلام ، سيظل جهادنا العرفاني قائما بأهله كما جهاد كل العلماء العاملين وكل الأحرار المصلحين ، وحتى نزول عيسى عليه السلام ، كما سيظل أهل الفطر السليمة وبفضل الإسلام وعلومه وفقهياته وعرفانياته الحقة يدخلون في دين الله أفواجا ..

وبكل سعادة  والحمد لله تعالى ..

وللمغضوب عليهم ككل الضالين كل الشقاء .

ولهذا فما فلسطين إلا رمز صراع .. 

أما القضية فكبرى ، وإنسانية عالمية ..

وتهدد العالم وكل الناس ، وبكل الموبقات والمهالك  ..

فيا إنسانية إتق المؤامرات .. 

ويا إنسان إحذر لتبقى إنسانا .

ومنذ البدء خسر إبليس لعنات الله التامات عليه :

يرى اليوم وجليا كل حكيم وكل عاقل مدى الشقاوة التي صار يعيشها كل من سوى المومنين ، بل ومدى العفن والخبث والشقاء والشكليات الضالة والمضلة التي يغرق فيها النصارى واليهود وغيرهم ، ويريدون إغراقنا وكل العالم بها وفيها ..
 وذاك لأن إبليس لا يزال يجاهدنا بمبارته الكبرى كما جاهدهم ، ويريد أن يضللنا تماما كما أضلهم ، وينتقم منا بالتالي - كأبناء لآدم عليه السلام - كما ينتقم منهم ، وكما يشقيهم..
وذاك لأن العداوة بيننا - كبني آدم - وبينه جد متأصلة وغارقة الجذور :
 إذ وكما كان هو السبب في خروجنا من الجنة ، كنا ولله الحمد كذلك السبب الأكبر في لعناته التامة ، وفي عداوة الله الكاملة له ، وطرده من كل الجنان :
فقبل خلق الإنسان كان إبليس من العباد المجتهدين ، حتى أن الملائكة عليهم السلام أصعدوه للعبادة معهم حتى السماء الخامسة كما يروى ..
 وكان له في كل سماء إسم كالولي والتقي والعابد وغيره ..
وكان في قدر الله تعالى أن قامت حرب طاحنة في كوننا الدنيوي هذا بين الجن ، قبل خلق الإنس ، فكلف الله تعالى إبليس - لما كانت له من قدرات - أن يقضي على هاته الفتنة الكونية الجنية الكبرى ...
 وفعلا إستطاع أن يسيطر على كل الجن ، وأن يقضي على كل فتنهم ، وبالتالي تكلف بحكمهم في كل العوالم ..
لكن عوض ان يشكر الله تعالى على ما من عليه وبما أكرمه ، داخله ما داخله من غرور وهو يرى ملكه يمتد في العديد من الدنايا والآفاق ..
 فداخله الغرور لجبروته والكبرياء ، ثم قال في نفسه : أنا من أنا ، أنا أستحق أن أعبد .
وفعلا بدأ أولا عبادة نفسه بنفسه ، قبل أن يأمر أتباعه - وكما حاله اليوم - بعبادته الشقية ..
 ولكن وفي هاته الأثناء وإبليس - المتأله سرا  محشور كجني بين الملائكة - قال الله تعالى للملائكة عليهم السلام : 
إني جاعل في الأرض خليفة .البقرة 30
وهنا فوجئ إبليس بما لم يخطر له على بال :
 إذ كان يظن بأن الله لن يخلق من دونه خليفة للأرض ، لكنه كان يكتم الأمر على الملائكة الكرام ..
 وما أن رأى آدم عليه السلام مجندلا في طينته حتى هابه ، ثم قال : ما خلق الله هذا إلا لغاية ..
فضمر الشر لهذا الخليفة حتى قبل أن تنفخ فيه الروح ، وذلك لطمعه في ربوبية الكون ، ولظنه بأن الله سيكشف بآدم ما إستتر من أمره ..
 فهابه عند رؤيته لأول مرة ، ولكن وعلى خفية من الملائكة عليهم السلام ، ضربه برجله وهو صلصال لم تنفخ فيه الروح بعد ، فسمع له طنينا ففرح ثم قال : إنه أجوف وأستطيع أن أخترقه ..
 فدخل فيه،  ثم إحتقره ، وهو على يقين بأنه أقوى وأعلم منه ، بل وله من الصفات التي لا يمكن لهذا المخلوق الضعيف أن يمتلكها ، فكيف يكون خليفة عوضا عنه في الارض ؟
فزاد كبرياء وحسدا لآدم عليه السلام ، ليأمر الله تعالى الملائكة الكرام عليهم السلام بالسجود لآدم سجود تحية لا سجود عبادة..
 فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه, الكهف 50 ..
 فقال الله تعالى له : ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك ؟ الأعراف 12
فأجاب لبلادته : أنا خير منه .الأعراف 12
وهنا إعترف وأمام كل الملائكة بما كان يخفيه عنهم ..
لأن الملائكة عليهم السلام سألوا الله تعالى سؤال إستفهام قبل ذلك ، وحين قال لهم : إني جاعل في الأرض خليفة .البقرة 30
فسألوه سبحانه : أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ..البقرة 30
وذاك لعلمهم :
1/ بأن خلافة الأرض لن تكون لمثل إبليس ، لأنه من السافكين للدماء ، ثم من المفسدين كما تبين بعد ذلك .
2/ بأن خلافة الأرض أمانة سامية ، ولن يهبها الله إلا لخاصته . والتي ربما كان يطمح بعضهم لها .
فأجابهم الله تعالى بقوله سبحانه : إني أعلم ما لا تعلمون .البقرة 30
إذ كانوا لا يعلمون أولا ما خفي من باطن إبليس ، وبعضهم منبهر بظاهر عبادته ، ويجهلون الكثير عنه ، وأول ما كانوا يجهلونه حقيقته لعنه الله تعالى ، والتي بدأت تتكشف لهم ما أن إمتنع عن السجود لآدم عليه السلام .
وهنا وأمر إبليس قد إنكشف لهم وهو يزداد كفرا وجحودا ، لم يزدادوا عليهم السلام إلا إيمانا ويقينا في حكمة الله تعالى ، وبأنه يعلم من الحقائق الكبرى ومن الدقائق ما لا يمكن أن يحيطوا به علما . 
وليتفضل الله تعالى على آدم وحواء عليهما السلام - بعد أن خلقها من ضلعه الأيسر - بتفضله وبكرمه تعالى : 
يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة ، وكلا منها رغدا حيث شئتما ، ولا تقربا هاته الشجرة فتكونا من الظالمين ..البقرة 35
واليهود لعنات الله عليهم يقولون بأن هاته الشجرة هي شجرة المعرفة ، والتي بالأكل منهما يعلم الآكل علم الله كله ، بينما نظن والله أعلم بأن هاته الشجرة شجرة الفناء والموت ، وبالأكل منها لم يعد الخلود من صفات آدم وحواء عليهما السلام ، ووجبت لهما الموت ..
 بل ويرى بعض العلماء بأن آدم وحواء تحركت أمعاؤهما بالغائط ما أن أكلا من هاته الشجرة ، والذي لا مكان له إلا بهاته الدنيا ، ولهذا أنزلنا الله إليها تطهيرا من كل أدران هاته الشجرة المحرمة وأوساخها ، ككل أوساخ مخلوقات هاته الدنيا ، ثم للتطهير والتوبة من ذنب الأكل منها ، ومن كل الذنوب والآثام والموبقات ، و : 
ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيي عن بينة .الأنفال 42..
ولهذا كانت أعظم منة بعدها من الله تعالى على آدم وعلى كل ذريته أن ألقى إلى آدم أمور التوبة : 
فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه  . البقرة 37 .
ثم إلى كل بنيه بعده عليه السلام ، ففتح باب التوبة لكل المومنين ،ومهما كثرت الذنوب وعظمت .
بل ولقد كان السببان الأكبران اللذان جعلا آدم وحواء عليهما السلام يأكلان من هاته الشجرة رغم نهي الله تعالى لهما عنها :
 أن أزلهما الشيطان ودلاهما بكل غرور ، وليس بوساوس من أنفسهما ، بل إبليس من وسوس لهما بأنهما إن أكلا منها  :
1/ سيصيرا ملكين ككل الملائكة وهما مبهوران بعظم وجمال وجلال وكمال الملائكة عليهم السلام .
2/ سيصيرا خالدين ويهبهما الله ملكا لا يبلى .
فكان جهل آدم بمكر إبليس أولا ، ولفطرته السليمة ثانيا ، ولظنه ثالثا  بأن القسم بالله لا يمكن أن يكون كاذبا بعد أن أقسم لهما إبليس بذلك كما قال تعالى  : وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين الأعراف 21 ..
ولجهل  آدم عليه السلام كذلك بخصائصه الإنسانية ، وجهله بأن الله أعطاه أيضا من الصفات ما لم يعط بعض الملائكة ، وبأن التميز بين الملائكة والبشر تميز خلقة لا تميز تفضيل ، كما قال تعالى : ولقد كرمنا بني آدم .الإسراء 70
فجهل آدم وحواء عليهما السلام بكل هذا ، وبسمو صفاتنا الإنسانية حتى على بعض الملائكة هو الذي جعلهما يغتران بوسوسة إبليس بأن يصيرا ملكين ، ثم بوسوسته لهما بالخلود وبملك لا يبلى كما لا يزال يوسوس لبعض أتباعه ، وعلى رأسهم حبرة اليهود كأئمة لكل شروره وأناجيله ..
وهكذا وبعد أن قدر الله سبحانه التواب الغفار الغفور العفو الرحيم ما قدر على أبينا آدم وأمنا حواء عليهما السلام ، قال لهما ولإبليس لعنه الله تعالى : إهبطا منها جميعا ، بعضكم لبعض عدو ، فإما يأتينكم مني هدى فمن إتبع هداي فلا يضل ولا يشقى . طه123 .
فنزلنا كأناس وكذرية لآدم عليه السلام بكل رجاء في التوبة ، بل وللهدى ، ونحو الرجاء في السعادة .
ومعنا نزل إبليس وكل جنده كأعداء ، وليس لنا فقط بل وكاعداء لكل خير ولكل حق وحسن ..
بل ونزلنا نحن ومعنا رجاء كل الرحمات...
ونزل إبليس وهو يستمطر أعتى اللعنات وكل شياطينه من الجن والإنس .
ولينزل آدم وحواء عليهما السلام تائبين. 
وينزل إبليس بكل غروره وكبريائه ومكره ، وبكل بواطله وضلالاته وشروره وهو من الملعونين أبد الآبدين ..
ومعلنا علينا الحرب ومنذ البداية ، بقوله لله سبحانه وتعالى : 
لأقعدن لهم صراطك المستقيم ..الأعراف 16
ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين .الأعراف 17.
وهكذا وبعد أن عرف أن كل قوتنا كبني آدم في الهدى لصراط الله المستقيم وشكر وحمد الله تعالى على كل حال ، لم يهتم بكل من لم يهتدوا للإستقامة والشكر ، بل ركز ومنذ بداية زحفه على إبعادنا عن الإستقامة حتى لا نشكر ..
بل وحتى لا نعرف الله تعالى بحق، مما يعني الإعوجاج وفساد الفطرة ، وفساد الأخلاق وكل القيم ثم كل العقول والقلوب والنفوس والأرواح فكل الأجسام ..
وفعلا - وبعد أن مات آدم عليه السلام - أغوى ذريته الأولى فزاغوا عن كل إسلامنا الفطري الأول .
ولكن الله تعالى وكما وعدنا قبل نزولنا لهاته الأرض : 
فإما يأتينكم مني هدى فمن إتبع هداي فلا يضل ولا يشقى . طه 123
بعث سبحانه وتعالى لنا النبيين مبشرين ومنذرين :
فبشرونا بأن سبيل الله تعالى سبيل إستقامة وتوبة وهدى للسعادة في الدنيا والآخرة .
كما أنذرونا بأن سبل الشيطان كلها دعوات للجحيم والشقاء ، وفي الدنيا قبل الآخرة .
ولكن لغرور إبليس الكبير - وكما طمع في آدم وأغوى ذريته الأولى من بعده - طمع في العديد من الأنبياء عليهم السلام وذرياتهم ، ولحد الأمر بقتل بعضهم عليهم السلام ..
بل وبعد كل نبي كان يغوي أتباعه وذريته ، وحتى حرف أخيرا اليهود ثم النصارى كتابيهما : التوراة والإنجيل  ..
فلم يبق من يعبد الله في الأرض بحق إلا قلة ناذرة ، وعن إنحراف ..
 ليغتر إبليس بنصره المبين هذا على الإنسانية وقد أغواها كلها ، وهو موقن بنصره المبين - حتى على خاتم الأنبياء والمرسلين عليه السلام وأمته - كما إنتصر على من قبله من الأمم..
وفعلا أنذرنا النبي صلوات الله عليه بأن إبليس سيغوي معظمنا كما أغوى من قبلنا بقوله عليه الصلاة والسلام : 
لتتبعن سنن من كان من قبلكم  حذو القذة بالقذة . رواه الشيخان 
 لكن ليس كما كان يظن إبليس ..
لأنه ظن :
أولا : بأنه سيهزم خاتم الرسل عليه وعليهم السلام ويمحو دعوته بنفس الطريقة التي محى بها دعوة من سبقوه .
ثانيا : بأن الكفر سينتصر على الدوام بهاته الدنيا كما سلف له مع الأمم السابقة .
ثالثا : بأنه سيملك باليهود وشياطينه عالم الإنس كمدخل لملكه الذي لا يبلى رغم يقينه بضلاله .
لكن محمدا صلوات الله عليه كان رسولا لا ككل الرسل عليهم السلام أجمعين ، إذ جاء كل منهم لهداية قومه خاصة ، ووحده محمد من بعث للناس كافة ..
 ووحده محمدنا عليه السلام من كانت دعوته مكتسحة كل الدنيا إكتساح دعوة إبليس وشياطينه لكل أرضنا هاته ، ولهذا يروى عن رسول الله صلوات الله عليه وهو من يعلم حقائق كل هذا : لا يعلم قدري إلا ربي. 
وهو حديث صحيح منطقا ولو لم يصحح متنا وسندا .
......................................................................................................
فلقد إكتسح إبليس كل الأمم السابقة بعد أنبيائها ..
وحتى أوحى لليهود من بعد موسى ثم للنصارى بعد عيسى عليهمما السلام بأنهم أبناء الله وأحباؤه ، وبأن لهم من الصفات ما ليس لغيرهم من البشر ، بل ووعدهم بالملك الذي لا يبلى ، والذي أغوى به آدم في البدء ..
وفعلا صدقه حبرة اليهود وكهنتهم كما قال تعالى عنهم وهم يستعدون لهذا الملك حاليا ومنذ قرون : 
وإتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان البقرة 102.
ولهذا فإن الآخرة التي نومن بها نحن كمسلمين ليست كآخرتهم :
 فهم يومنون نسبيا بخلود ملكههم بالأرض ، بل وبألوهيتهم كأبناء لله سبحانه وتعالى عما يصفون  .. 
وملك الآخرة عندهم من هذا الملك الذي لا يبلى بزعمهم ..
ولهذا من زمان وهم يخططون - وبإملاءات شيطانية وإبليسية - لهذا الملك الخالد بزعمهم ، وبإبليس كإله مهيمن على الإله الخالق سبحانه وتعالى عما يصفون ، وبالدجال الأعور كإله مخلص ..
ولقد كان إبليس يظن بأنه سيحقق هذا الملك بهم ولو عن ضلالة ، وهو في أوج الإنتصار على كل الأنبياء وكل أممهم ، كما سلف  ..
لكن محمدنا عليه السلام - وكخاتم لكل النبيين والمرسلين - فاجأه بما لم يتوقع :
فلم يأت مثلهم عليهم السلام لقومه خاصة ، بل بعث رحمة للعالمين ، وللناس كافة ، بل وبمعراجه صار كل الكون بأراضيه وبكل سماواته وكأنه ملكه ..
وهنا بدأ الملك الكوني والعالمي - والذي كان فقط من غوايات إبليس - رسالة سماوية إسلامية عالمية من الله الخالق سبحانه وتعالى لكل بني آدم وللجن ، ولتضيع على إبليس وجنده قرون تلو قرون من العمل دون فائدة ..
 وليبدأ من جديد كل حربه ضد هذا النبي الخاتم وأمته عليه من الله  كل الصلاة وكل السلام  ..
وللحد الذي تراءى فيه للمشركين بجنده محاربا للرسول صلوات الله عليه وهو يقول للمشركين : 
لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم .الأنفال 48
لكن ما أن تراءت فئة الكفار وفئة المسلمين للقتال حتى نكص على عقبيه لعنات الله عليه . وهو يقول :
 إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب الأنفال 48
ولتبدأ مع محمد عليه الصلاة والسلام كل الرسالات من جديد وما هي في الحقيقة إلا رسالة ودين واحد هو دين كل الأنبياء ومنذ آدم كما قال تعالى : 
إن الدين عند الله الإسلام .آل عمران 19
 ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين . آل عمران 85
وليتم كل نصر النبيين عليهم السلام أجمعين من جديد كما لم تهزم أممهم من قبل - بمحمد عليه السلام وأمته - والله يختم رسالته لنا ولكل العالمين ويختم كل القرآن بسورة النصر :  
إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا ..
وهنا لم يقل الله تعالى إذا : كمل : نصر الله سبحانه وتعالى بل : جاء فقط:  وإبتدأ ..
فبعده هاته السورة الكريمة إلتحق الرسول صلوات الله تعالى عليه بالرفيق الأعلى والله يصلي ويبارك عليه وعلى آله صلاته وبركاته على إبراهيم وآله .
ولتتحمل أمة الإيمان بعده رسالته كاملة - وعلى رأسهم آله من آل البيت عليهم السلام فكل الأولياء الصالحين والعلماء والفقهاء العاملين -  وإبليس وكل آله يتمون حربهم لكي لا يكتمل هذا النصر الذي جاء بمحمد عليه الصلاة والسلام ولكن : 
يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون . الصف 8.
وما هي إلا قرون معدودة حتى إكتسح إبليس - وكل آله من كفار ومشركين ومنافقين وشياطين ..- بعض الأمة ، فشتت شملنا حتى لا يكتمل ذاك النصر العظيم الذي أتى منذ زمن الرسول صلوات الله عليه ، والذي قال الله تعالى لنا عنه : أتى أمر الله فلا تستعجلوه , النحل 1.
ولهذا ومنذ الفتنة الكبرى - وبعدها الخلافة الأموية - والمومنون الصادقون في حقبة الصبر الجميل على كل هاته المحن : وكان أمر الله قدرا مقدورا . الأحزاب 38.
ولهذا كان الأمر بنصرنا والذي قد جاء وأتى منذ زمن البعثة وعدا مفعولا لا ريب فيه ولله الحمد...
 لكن ميدانه ليست فلسطين كما يظن البعض ، ولا حتى الأرض التي نعرف ، بل ميدانه كل عالم الإنس وكل عوالم الجن وما لا يعلمه إلا الله تعالى عن أمر نصره هذا .. فله الحمد ..
ولهذا أمرنا الله أن لا نستعجل أمره لأنه نبأ عظيم ومنذ عهد الرسالة : عم يتساءلون عن النبإ العظيم الذي هم فيه مختلفون كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون ..النبأ من 1- 5 ..
وها نحن نعلم بعض هذا النبإ الذي كان الكل مختلف حوله في الحقبة النبوية وقبلها ثم بعدها ..
والذي نعلم أنه مختتم بالخلافة المهدوية الراشدة دنيويا .
كما أنه مختتم بدعاء المومنين أخرويا : .. وأنصرنا على القوم الكافرين . البقرة 250
ودعاء المفلحين في الجنة : الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء . الزمر 74 .
ووعده سبحانه : أن الأرض يرثها عبادي الصالحين .
ولهذا : يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات .إبراهيم 48.
سيرث كل الأرض الله وحده . فهو خير الوارثين .ثم يورثها من يشاء من عباده الصالحين ..
ولهذا فإن الأرض أيضا من عوالم الملك الخالدة،  ولن تفنى ، بل فقط ستتبدل نحو السرمد والخلود ، وكمركز لجنان الصالحين ولله الحمد ..
وهذا هو الفوز العظيم والنصر الموعود والخالد  على كل أعدائنا وأعداء الرسل عليهم السلام وأعداء الله تعالى :
كما بقوله تعالى : فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون . غافر 78 
وقوله تعالى : وخسر هنالك الكافرون . غافر 85 .
فذاك هو النصر الخالد الذي بشرنا ووعدنا الله به  في قوله سبحانه وتعالى كذلك :  
وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا . الزمر 71.
ولهذا فالنصر الذي نبأت بمجيئه سورة النصر منذ زمن البعثة سيتم ويكتمل دنيويا ببعثة المهدي ونزول عيسى عليهما السلام ، ولكن لن يكمل إلا في الآخرة حيث الله هو الملك الوارث الحق والولي النصير وحده ..
وأي نصر أكبر للمومنين من نصرهم وهم يدخلون الجنة ناضرين ، وإلى جهنم يساق كل أعدائهم من الكفار والمنافقين والمشركين ، وشياطين الجن والإنس أجمعين ..
ولهذا خسر إبليس لعنات الله التامات عليه أولا بطرده من الجنة وبضياع ملكه الأول بعد إمتناعه عن السجود لآدم ، ولكنه نزل ليقيم عرشه ويعيد ملكه ولو دنيويا في الأرض ، ولذلك حارب الأنبياء وأغوى أممهم ولحد القتل ..
ولكن وبعد أن لا حت له كل بوادر نصره فاجأه الله بمحمد عليه كل الصلاة وكل السلام ، وهو يراه يعتلي في معراجه السماوات العلى ، بل وليصير الملك الذي لا يبلى - والذي كان يبني عليه إبليس وأتباعه كل أباطيلهم - مجرد حلقة من سماوات محمد الخالدة عليه من الله كل الصلاة وكل السلام .. 
ولهذا كانت هاته الأمة خير الأمم وكان محمد أول من يدخل الجنة عليه الصلاة والسلام .
فبه أنقد الله تعالى العوالم وكل مومني الجن والإنس من كل إفتراءات إبليس وشياطينه  .
ولهذا كان له المعراج السماوي الذي لا يعلوه معراج ، بعد أن أم كل النبيين عليهم السلام بالمسجد الأقصى بنصره الخاتم هذا نحو سدرة المنتهى ..
فوقف جبريل عليه السلام يودعه هنالك ليقول له صلوات الله عليه : أهنا يترك الخليل خليله ؟
فأجابه جبريل عليه السلام : يا محمد إذا تقدمت إخترقت - اي الحجب النورانية - وإذا تقدمت إحترقت .
ولهذا كان كل الملك الدنيوي الذي كان يحلم به إبليس - ولا زالت تحلم به شياطينه بإمامة اليهود- مجرد ذرة في الأكوان التي إعتلاها الرسول صلوات الله عليه ، ودون أن يلتفت إليها صلوات الله عليه كما قال عنه الله تعالى :
 ما زاغ البصر وما طغى . النجم 17
وكما قال عن الأكوان الكبرى التي قد رآها : لقد رأى من آيات ربه الكبرى ..النجم 18
لكنه كان يخاطب الناس عليه الصلاة والسلام على قدر عقولهم كما أمر، وبما لا تعيى عقولهم به صلوات الله عليه :
 فلم يأمر الصحابة وهو يعود من معراجه عليه الصلاة والسلام - وقد غزا ورأى من الأكوان ما لم يره حتى جبريل عليه السلام - لم يأمرنا إلا بالصلوات الخمس كأغلى هدية لنا من الله تعالى ، ومنذرا لنا أولا من عواقب العديد من الآثام والذنوب ..
وهاته الرؤيا وإن غابت عن العديد من علمائنا فإنها لم تغب على إبليس عليه من الله تعالى كل اللعنات ، وهي حقيقة أشد عليه من جهنم :
فببعثة محمد صلوات الله التامات عليه - وبعد أن كان في أوج غروره ونصره - خسر الدنيا والآخرة مرة ثانية بعد أن كان له أمل نسبي في ملك بني إسرائيل الذي لا زالوا يظنون بأنه سيتحقق : وما يعدهم الشيطان إلا غرورا.النساء 120
ولهذا كانت بركات وصلوات الله تعالى على إبراهيم وعلى آل إبراهيم من النبيين والمرسلين كصلوات وبركات الله تعالى على محمد وعلى آل محمد من أوليائه الصالحين وصادقي العلماء العاملين ..
ولهذا أمرنا الرسول أن نصلي عليه وآله بصلوات الله على إبراهيم وآله .
الصلاة الإبراهيمية التي ستتجلى أسرارها وأنوارها أكثر ونحن نتدافع ضد الديانة الوضعية الإبليسية الإبراهيمية الجديدة ، والتي ستزحف على كل عالمنا العربي والإسلامي من كل حدب وصوب مستقبلا  كآخر ورقات إبليس الضالة والمضللة .
.........................................................
ولهذا فمنذ البدء خسر إبليس كل ملكه وهو يمتنع عن السجود لآدم عليه السلام .
ولينزل ملعونا للأرض ليبني ملكه الواهي :
 فكان أول ما أقام عرشه على الماء تمثلا بالله تعالى ، وليحلم بالملك الذي لا يبلى والذي لا زال يوهم به اليهود ويضل به شياطينه ، وقد أضل جل الناس ، بل وقتل العديد من الرسل وحرف كل الكتب السماوية إلى أن جاء محمد صلوات الله عليه بمعجزته المحفوظة من الله تعالى : القرآن الكريم ، والذي لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه .
 والذي به وبعد محمد صلوات الله عليه لا يزال الله تعالى ينير لنا كل الظلمات ، وينذرنا من كل الشرور والبواطل والضلالات ، ويهبنا كل قوى الجهاد والتدافع والصمود ..
فبمجرد تلاوته اليوم تطمس شياطين الجن وتحرقهم ، لكن لن تنجينا من شياطين الإنس تلاوته فقط ولا مجرد التبرك به ..
لن ينجينا منهم - وعلى رأسهم كل أئمة إبليس من اليهود - إلا التدافع به عمليا ولو كفرادى ، وإلا ففسادنا كأفراد بعد أن فسدنا كمجتمعات : ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض . البقرة 251
وها قد : ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس . الروم 41
الفساد الذي يعني الإنتصار العابر للشر والظلم والخبث وكل الموبقات ، والهزيمة المؤقتة للخير والعدل وكل المبادئ والقيم ، والتي لا هزيمة لنا ولا إفساد لنا إثرها من شياطين الجن ولا من شياطين الإنس ما تمسكنا كمومنين بدليل إنسانيتنا القرآن الكريم على الأقل فرادى :
فكما أن كل مهندس يضع دليلا لكل آلة صنعها حتى تعمل بإتقان ، صنع الله الإنسان بدليله القرآن الكريم :
فالله كخبير خلق وصنع الإنسان ودليله القرآن الكريم ، وأستاذه الرسول صلوات الله عليه ، واللذان دونهما لا قيام للإنسان كصنع لله تعالى ولا إحسان ، بل ودونهما كل الفساد للإنسان وبالتالي لكل الأرض ..
ولذلك فمن باطن الإنسان يبدأ فساده وتبدأ كل هزائمه ، كما أن كل إحسانه يبدأ من باطنه كما قال الرسول صلوات الله عليه : 
ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب . متفق عليه .
ولهذا وكما خسر إبليس الدنيا والآخرة ، يريد أن يخسر معه كل الجن وكل الإنس ..
 وللأسف صدق الله علينا ظنه الخبيث هذا لعنه الله ، وتماما كما قال تعالى : 
ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فإتبعوه إلا فريقا من المومنين . سبأ 20.
بل ولهذا قال سبحانه وتعالى :  وقليل من عبادي الشكور . سبأ 13.
فمنذ البدء خسر إبليس ..
لكن عند الختم وللأسف لن يخسر وحده ..
بل سيخسر وكثير من الجن والإنس حتى أن الله تعالى يقول لآدم يوم القيامة أخرج بعث النار فيقول آدم عليه السلام : وما بعث النار ؟ 
فيقول سبحانه وتعالى : من كل ألف تسعمائة وتسع وتسعين .. 
فقالت الصحابة : وأينا ذاك الواحد ؟ 
فقال أبشروا فإن منكم واحدا ومن ياجوج وماجوج ألفا .... 
ثم قال : ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض . رواه البخاري 
وهذا هو الفوز العظيم الذي نرجوه من الله تائبين .
وذلك هو الخسران المبين لإبليس وجنده.
.......................................
فمنذ البدء خسر إبليس .
وعند الختم سيخسر ..
لكن ومعه كل عباده من الكفار والمشركين والمنافقين ...وشياطين الجن والإنس أجمعين ..
فاللهم غفرانك لكل المومنات والمومنين .
غفرانك اللهم .
والحمد لله على إبراهيم وعلى آل إبراهيم .. 
كحمده على محمد ، وعلى آل محمد أجمعين .

بإسم الله السلام الحق المبين :

إن هذا الكتاب كتاب للخاصة ، لأنه يحتوي على حقائق علمية وروحية مستقبلية جد عميقة .  و منذ قرون وإشكالياته فتائل صراعات ت شتت الإنسانية ، ولا ...